فيكونوا ستة ، وقيل : غير ذلك (١).
وكانت ثقيف طائفتين : بنو مالك والأحلاف ، وكانوا أهل حرث وتجارة ولهم أموال عظيمة وديون كثيرة على الناس ، فبعثوا مع عبد ياليل : الحكم بن عمرو بن وهب ، وشرحبيل بن غيلان. ومن بني مالك : عثمان بن أبي العاص ، وأوس بن عوف ، ونمير بن خرشة.
فخرج بهم عبد ياليل ، فلما دنوا من المدينة ، ونزلوا قناة ألفوا بها المغيرة بن شعبة. فاشتد ليبشر بهم النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فلقيه أبو بكر فقال : أقسمت عليك بالله لا تسبقني إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى أكون أنا أحدثه.
فدخل أبو بكر على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فأخبره بقدومهم. ثم خرج المغيرة إلى أصحابه فروح الظهر معهم. وعلمهم كيف يحيون رسول الله «صلىاللهعليهوآله». فأبوا إلا تحية الجاهلية.
ولما قدموا على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ضرب لهم قبّة في ناحية المسجد ، لكي يسمعوا القرآن ، ويروا الناس إذا صلوا.
وكان خالد بن سعيد بن العاص هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى كتب كتابهم بيده. وكانوا لا يأكلون طعاما يأتيهم من عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى يأكل منه خالد حتى أسلموا.
__________________
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٩٦ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٣٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٩٥ و ١٩٧ وعن الكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١٠٨ وعن السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٤٤ وعن السيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج ٣ ص ٩.