وكان فيما سألوا أن يدع لهم الطاغية وهي اللّات ، ولا يهدمها ثلاث سنين ، حتى سألوه شهرا ، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى ، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم ، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام. فأبى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدمها.
وقد كانوا سألوه أن يعفيهم من الصلاة ، وألا يكسروا أوثانهم بأيديهم. فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه ، وأما الصلاة فإنه لا خير في دين لا صلاة فيه».
فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كتابا ، أمّر عليهم عثمان بن أبي العاص بإشارة أبي بكر كما عن ابن إسحاق (١) ، وكان من أحدثهم سنا ، وذلك أنه كان من أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن. (٢).
__________________
(١) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ١٢٥ ، وسبل السلام للكحلاني ج ١ ص ١٢٧ ، والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١ مقدمة التحقيق ص ٤٢ نقلا عن الطبري ، والبحار ج ٢١ ص ٣٦٤ والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص ٣٦١ ، ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٣١ عن اليعقوبي ج ٢ ص ٦٦ وج ١ ص ١٦٩ عن تاريخ الخميس ج ٢ ص ١٨١ ، ومسند احمد ج ٤ ص ٢١ و ٢١٦ ، وصحيح مسلم ج ٢ ص ٤٣ ، وسنن ابن ماجة ج ٢ ص ١١٧٤ ، وسنن أبي داود ج ١ ص ١٣٠ ، والمستدرك للحاكم ج ١ ص ١٩٩ و ٢٠١ ، والسنن الكبرى للبيهقي ج ١ ص ٤٢٩ وج ٣ ص ١١٨ ، وشرح مسلم للنووي ج ٤ ص ١٨٥ ، وفتح الباري ج ٢ ص ١٦٨.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٩٦ و ٢٩٧ والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج ٥ ص ١٢٤ و ١٢٥ ، ومسند احمد ج ٤ ص ٢١٨ ، ومجمع الزوائد للهيثمي ج ١ ص ٢٧٧.