وهؤلاء كفرة أرجاس محاربون لأهل الإسلام ، مبغضون له تبارك وتعالى ..
على أنه لو كان المقصود مجرد تشبيهم بالبدن في عدم الوعي ، وفقد الإدراك ، فلما ذا أضاف البدن إليه تبارك وتعالى؟! فإن إضافتهم إليه تفيد التشريف والتكريم لهم!! ..
وبذلك يظهر : عدم صحة ما زعمه الزرقاني : من أن «إطلاق البدن عليهم استعارة ، أو تشبيه بليغ ، وأصله : أن قومكم الذين هم كالبدن في عدم الإدراك ، حيث لم يؤمنوا ، وحاربوا المسلمين ، وإضافتهم إلى الله إشارة إلى تحقيق الإستعارة ، حيث جعلوا كالبدن التي تنحر تقرّبا ، أو إشارة إلى أنهم مخلوقون لله ، مغمورون بأنعامه ، فأضافهم إليه توبيخا لهم على عدم الإيمان ..» (١).
فإن هذه الأقوال لا تعدو كونها تمحلات سمجة ، وممجوجة ؛ فإن ما زعمه من الإضافة التي تفيد تحقيق الإستعارة!! إذا كانت موجبة لتشويش المعنى ، وإيهام خلاف المقصود تصبح معيبة ، ولا يمكن أن تصدر عن أحكم الحكماء ، وأعقل العقلاء ، وأبلغ البلغاء. أعني رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
وأما ادّعاء : أن إضافتهم إليه تعالى لتوبيخهم على عدم الإيمان ، فلا نجد له مبررا أيضا سوى التحكم ، والإقتراح ، وفرض التوجيهات والتأويلات السخيفة ، من دون دلالة عليها ، أو إشارة إليها ..
__________________
(١) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ١٧٠.