فهل كانت مواشيهم ظاهرة لهم ، وفي متناول أيديهم؟!
٢ ـ والمحاصر هو : المهزوم ، في واقع الأمر ، فإنه لعجزه عن مواجهة عدوه ، أخفى نفسه عنه وراء الأحجار ، والأسوار ، والذين يحاصرونه ، هم المنتصرون الذين يلاحقونه ، ويجهدون للوصول إليه بمزيد من التصميم والإصرار ، فإذا انصرف هذا المنتصر عن حصار عدوه ، فذلك لا يجعله منهزما ، بل يكون منكفئا عنه.
فما معنى قول الرواية السابقة : «فظنوا أنه قد انهزم»؟! إلا إذا أريد بالهزيمة هنا معنى آخر ، يختلف عما يعطيه ظاهر هذه الكلمة.
٣ ـ ومع غض النظر عن هذا وذاك ، فإنه إذا كان الجرشيون قادرين على مواجهة عدوهم ، ولديهم الجرأة على الوقوف في وجهه ، فلما ذا اختبأوا منه داخل حصونهم طيلة شهر كامل؟!
ولماذا لم يبرزوا لقتاله من أول يوم حل فيه بساحتهم؟!
٤ ـ وبعد قتالهم يوما كاملا ، وبعد أن وضع المسلمون سيوفهم فيهم حيث شاؤوا ، وبعد أن أخذوا من خيلهم عشرين فرسا .. وأوقعوا فيهم تلك الضربة القاصمة والهائلة ، نعم .. بعد ذلك كله ، ما ذا كانت النتيجة؟! وما ذا صنع المسلمون تجاه أعدائهم؟ هل تركوهم يرجعون إلى حصنهم بصورة طبيعية؟ أم أنهم طاردوهم إلى باب الحصن؟! وحين بلغوا إلى الباب هل زاحموهم على الدخول فيه؟ أم انكفأوا عنهم؟! وهل تمكنوا من عرقلة دخولهم ، أو دخول بعضهم إليه؟! ..
وإذا كان ذلك قد حصل فعلا ، أو حتى لو كان ذلك لم يحصل أيضا ، فالسؤال هو : كم من الناس أسر المسلمون في تلك الوقعة؟! وهل عادوا إلى