فإنه يجاب :
بأن الرواية قد عطفت الأمر بالكتابة على خلق القلم بواسطة الفاء الدالة على التعقيب المباشر ، ومن دون مهلة ..
على أن روايات أولية خلق العقل ، وكذلك روايات خلق النور ، أو خلق نور النبي «صلىاللهعليهوآله» وأهل بيته «عليهمالسلام» لا تتعارض مع روايات أولية خلق القلم ، فإن بعض الروايات قد صرحت بإرادة معان منها ، تؤدي إلى التوافق بينها ، فالقلم ، والعقل ، والنور قد فسرت أو طبقت على النبي «صلىاللهعليهوآله» والأئمة «عليهمالسلام» بصورة أو بأخرى.
ومع غض النظر عن ذلك كله ، فإن وجود هذه الروايات يشير إلى أن المقصود بالأولية هو : الأولية النسبية. أي أنه بالنسبة لتقدير شؤون الخلق ، فالمخلوق الأول هو القلم ولا غيره ..
كما أن المقصود بأولية خلق العقل هو أوليته بالنسبة للروحانيين.
قال المجلسي : «وقيل : أول المخلوقات النار. كما مر ، وقد مر (في) بعض الأخبار : أن أول ما خلق الله النور ، وفي بعضها : نور النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وفي بعضها : نوره مع أنوار الأئمة «عليهالسلام» ، وفي بعض الأخبار العامية عن النبي «صلىاللهعليهوآله» أول ما خلق الله روحي ، فيمكن أن يكون المراد بالجميع واحدا ، ويكون خلق الأرواح قبل خلق الماء وسائر الأجسام ، وتكون أولية الماء بالنسبة إلى العناصر والأفلاك ، فإن بعض الأخبار يدل على تقدم خلق الملائكة على خلق العناصر والأفلاك كما مر ، ودلت الأخبار الكثيرة على تقدم خلق أرواحهم وأنوارهم «عليهم