ولكننا نشك في هذا الكلام الأخير ، فإن همدان لا يمكن أن تقاتل ثقيفا ، ولا أن تغير على سرحهم ، فإن همدان باليمن ، وثقيفا بالطائف (١).
ثم إن الصحيح هو : أن همدان قد أسلمت على يد علي «عليهالسلام» ، لا أنها وفدت وأسلمت ، وقد تقدم الكلام في ذلك في موضع آخر من هذا الكتاب.
وقال ابن إسحاق : «فقام مالك بن نمط بين يديه ، فقال : يا رسول الله نصية من همدان ، من كل حاضر وباد ، أتوك على قلص نواح ، [متصلة بحبائل الإسلام ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، من مخلاف خارف ويام] وشاكر ، أهل السود والقود ، أجابوا دعوة الرسول ، وفارقوا الآلهات والأنصاب ، عهدهم لا ينقض [عن سنة ماحل ، ولا سوداء عنقفير] ، ما أقام لعلع ، وما جرى اليعفور بصيلع».
فكتب لهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كتابا فيه :
«بسم الله الرحمن الرحيم : هذا كتاب من محمد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لمخلاف خارف ، وأهل جناب الهضب ، وحقاف الرمل ، مع وافدها ذي المشعار ، مالك بن نمط ، ومن أسلم من قومه أن لهم فراعها ، ووهاطها ، وعزازها ما أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، يأكلون ظلافها ، ويرعون عفاءها ، [لنا من دفئهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق والأمانة ، ولهم
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٤٢٧ والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج ٥ ص ١٧٨ عن زاد المعاد لابن قيم الجوزية ، وعن السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١٩٥.