ونقول :
إننا نشك في هذه المزاعم ، وذلك لما يلي :
أولا : إن النبي الكريم «صلىاللهعليهوآله» لم يكن ليخرج وحده إلى خارج المدينة ، يتجاوز حيطانها (أي بساتينها) ونخلها دونما سبب يدعوه إلى إيثار هذه الوحدة ..
ثانيا : إنه لا يأخذ منهم الجمل بطريقة غير مألوفة ، وكأنه يقتنصه منهم اقتناصا ، بخطامه ، وانطلق به دون أن يدفع لهم من ثمنه شيئا ، بل دون أن يفاوضهم على زمان الدفع ومكانه ..
فإن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يقدم على مخالفة حكم الشريعة ، حتى لو على سبيل الإحتمال ، إذ لعلهم لا يرضون بأخذ الجمل منهم دون أن يدفع ثمنه ، لا سيما وأنهم لا يعرفون شيئا عن المشتري.
ثالثا : ما معنى أن تدرك المرأة صفات وميزات ذلك المشتري ، وتلاحظ : أن وجهه كأنه شقة قمر ، وأن وجهه وجه من لا يغدر بالناس. ولا يدرك الآخرون من الرجال الحاضرين ذلك؟!
رابعا : إذا كان طارق قد رأى النبي «صلىاللهعليهوآله» بذي المجاز ، فلابد أن يعرفه حين التقى به خارج المدينة ، حتى لو فصل بين رؤيته الأولى ، والثانية حوالي عشر سنوات ، فإن الملامح لا تتغير في هذا السن بصورة كبيرة ، ولعل التعبير عن النبي «صلىاللهعليهوآله» بأنه غلام قد يكون هدفه التغرير بالناس وإيهامهم : أنه «صلىاللهعليهوآله» كان صغير السن وقد تغيرت ملامحه ، فلم يعرفه طارق لأجل ذلك ..
وقد فاته : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أصبح رسولا وهو في سن