عشر ، فقالوا : يا رسول الله ، نحن مؤمنون بالله ، ومصدقون برسوله ، ونحن على من وراءنا من قومنا ، وقد ضربنا إليك آباط الإبل ، وركبنا حزون الأرض وسهولها ، والمنة لله ولرسوله علينا ، وقدمنا زائرين لك.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «أما ما ذكرتم من مسيركم إلي ، فإن لكم بكل خطوة خطاها بعير أحدكم حسنة. وأما قولكم زائرين لك ، فإنه من زارني بالمدينة كان في جواري يوم القيامة».
فقالوا : يا رسول الله ، هذا السفر الذي لا توى عليه (أي لا هلاك).
ثم قال «صلىاللهعليهوآله» : «ما فعل عم أنس»؟ وهو صنم خولان الذي كانوا يعبدونه.
قالوا : بشرّ وعرّ ، أبدلنا الله به ما جئت به ، ولو قد رجعنا إليه لهدمناه ، وبقيت منا بعد بقايا من شيخ كبير ، وعجوز كبيرة متمسكون به ، ولو قد قدمنا عليه هدمناه إن شاء الله تعالى ، فقد كنا منه في غرور وفتنة.
فقال لهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «وما أعظم ما رأيتم من فتنته»؟
قالوا : لقد رأيتنا وأسنتنا حتى أكلنا الرمة ، فجمعنا ما قدرنا عليه ، وابتعنا مائة ثور ونحرناهم لعم أنس قربانا في غداة واحدة ، وتركناها تردها السباع ، ونحن أحوج إليها من السباع ، فجاءنا الغيث من ساعتنا ، ولقد رأينا العشب يواري الرجل ، فيقول قائلنا : أنعم علينا عم أنس.
وذكروا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ما كانوا يقسمون لصنمهم هذا من أنعامهم وحروثهم ، وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءا له ، وجزءا لله بزعمهم. قالوا : كنا نزرع الزرع فنجعل له وسطه ، فنسميه له ، ونسمي