وروي عن الشعبي مرسلا : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قال : «لقد أراني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر ، لو تموا على الملاعنة».
وروي عن قتادة مرسلا : قال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «إن كان العذاب لقد نزل على أهل نجران ، أن لو فعلوا لاستؤصلوا من الأرض» (١).
ولما غدا إليهم أخذ بيد حسن حسين ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعلي خلفها ، وهو يقول : «إذا أنا دعوت فأمّنوا».
فقال أسقفهم : إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله. فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. والله ، لقد عرفتم نبوته ، ولقد جاءكم بالفصل في أمر صاحبكم ، أي عيسى. فو الله ، ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا ، فإن أبيتم إلا دينكم فوادعوا الرجل ، وانصرفوا.
فقالوا : يا أبا القاسم لا نلاعنك.
فقال : «فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم». فأبوا.
قال : «فإني أناجزكم».
فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة. ولكن نصالحك.
فصالحهم ، وقال : «والذي نفسي بيده ، إن العذاب تدلى على أهل نجران ، ولو تلاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ،
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٤١٩ والدر المنثور للسيوطي ج ٢ ص ٣٩.