فعاد أبو لبابة لقوله ، وعاد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لدعائه.
فعاد أبو لبابة أيضا ، فقال : التمر في المربد يا رسول الله.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «اللهم اسقنا ، حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره» (١).
قالوا : ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ، فطلعت من وراء سلع سحابة مثل الترس ، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت.
قال : فلا والله ، ما رأينا الشمس سبتا.
وقام أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره ، لئلا يخرج التمر منه.
فجاء ذلك الرجل أو غيره ، فقال : يا رسول الله ، هلكت الأموال ، وانقطعت السبل.
فصعد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» المنبر فدعا ، ورفع يديه حتى رئي بياض إبطيه ، ثم قال : «اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والظراب ، وبطون الأودية ، ومنابت الشجر ، فانجابت السحابة عن المدينة
__________________
(١) الثاقب في المناقب للطوسي ص ٩٠ ، والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٣٥٤ ، ودلائل النبوة للأصبهاني ج ٢ ص ٧٦٠ ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٣ ص ٢٠٠ ، وأسد الغابة ج ٥ ص ٢٨٥ ، والبداية والنهاية لابن كثير ج ٦ ص ١٠٠ ، وإمتاع الأسماع للمقريزي ج ٥ ص ١٣٠ ، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج ٢ ص ٣٠٦ ، وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣٩٤ وج ٩ ص ٤٤٢ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٦٨ ، وغريب الحديث لابن سلام ج ٣ ص ٩٦ ، ولسان العرب ج ١ ص ٢٣٨ ، وتاج العروس ج ١ ص ٣٣٤.