ذلك لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فأرسل أسيد بن الحضير في يوم صائف ، وهو متلثم ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «عسى أن تجد لنا ماء».
فخرج أسيد وهو فيما بين تبوك والحجر في كل وجه ، فيجد راوية من ماء مع امرأة من بلي ، فكلمها أسيد ، وأخبرها خبر رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فقالت : فهذا الماء ، فانطلق به إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقد وصفت له الماء وبينه وبين الطريق هنيهة.
فلما جاء أسيد بالماء دعا فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ودعا فيه بالبركة ، ثم قال : «هلم أسقيتكم». فلم يبق معهم سقاء إلا ملأوه ، ثم دعا بركابهم وخيولهم ، فسقوها حتى نهلت.
ويقال : إنه «صلى الله عليه وآله» أمر بما جاء به أسيد فصبه في قعب عظيم من عساس أهل البادية ، فأدخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيه يده ، وغسل وجهه ، ويديه ، ورجليه ، ثم صلى ركعتين ، ثم رفع يديه مدا ، ثم انصرف وإن القعب ليفور ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» للناس : «ردوا».
فاتسع الماء ، وانبسط الناس حتى يصف عليه المائة والمائتان فارتووا ، وإن القعب ليجيش بالرواء ، ثم راح رسول الله «صلى الله عليه وآله» مبردا مترويا (١) ..
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٥ عن أبي نعيم والواقدي ، وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٣ وج ٥ ص ١٠٧.