نقول :
إن هذا القائل يشير إلى آية الغار ، فإن أبا بكر مقصود فيها ، وهذا الكلام باطل.
أولا : قد ذكرنا في هذا الكتاب حديث الغار ، وقلنا : إن الآية التي ذكرت صحبة أبي بكر للنبي «صلى الله عليه وآله» في الغار ، قد تضمنت ما يدل على التعريض بذم أبي بكر لأكثر من سبب ، ومن ذلك : أنها ذكرت : حزن أبي بكر وهو في الغار ، رغم أنه يرى الكرامات والمعجزات الدالة على حفظ الله تعالى لنبيه «صلى الله عليه وآله» ، وهو معه ، والحال أنه «صلى الله عليه وآله» يطمئنه ولا يلتفت إلى ذلك ، وهذا يدل على أنه كان يحتاج إلى المزيد من تأكيد يقينه ، وبلورة إيمانه ، ولا يكتفي بهذا القدر ، الذي لم تكن نتائجه مرضية ومقبولة.
يضاف إلى ذلك : أن الله تعالى سبحانه قد أخبر أنه أنزل سكينتة على نبيه «صلى الله عليه وآله» دون أبي بكر ، مع أن أبا بكر كان هو الخائف الحزين ، وليس النبي «صلى الله عليه وآله».
ثانيا : إنه إذا كان «صلى الله عليه وآله» قد كتب إلى أهل مكة بعشر آيات ، أو بعشرين ، أو بثلاثين آية من سورة براءة ، فليس من بينها أية آية تشير إلى أبي بكر ، لأن آية الغار هي الآية الأربعون في سورة براءة ..
إننا نسجل ملاحظة هامة هنا ، وهي : السؤال عن سبب تأخر الحديث عن الغار ، إلى ما بعد عشر سنوات ، وعدم الحديث عن مبيت علي «عليها السلام» في فراش النبي «صلى الله عليه وآله» حين الهجرة. فهل يراد بذكر الغار الإلماح إلى أن المصائب والبلايا والشدائد قد لاحقت النبي «صلى الله