الأشد خطرا على شخصه ، فإن أبا بكر لم يكن له أثر يذكر في ساحات الحرب ، وفي مواقع الطعن والضرب ، بل كان مقامه مقام أهل الفرار ، والذين كانوا بكلماتهم وبآرائهم يخذّلون الناس عن الدخول في حرب مع المشركين ـ كما كان الحال في بدر والفتح ، وسواهما ، وقد سعى لحفظ حياة أسارى المشركين في بدر ، ولم يعرف له قتيل ولا جريح في أي من الحروب التي شهدها طيلة حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله» كما أن دأبه كان الفرار من الزحف في مواقع الشدة والحدة ، كما جرى في أحد وفي حنين ، وفي قريظة ، وخيبر ، ولم يجرؤ على الظهور في الخندق .. وفي سائر المقامات ..
أما علي «عليه السلام» فهو لم يزل يقمعهم ، ويفتك فيهم ، طيلة عشر سنين حتى أباد خضراءهم ، وقتل صناديدهم ، وأذل عزيزهم ، وأكذب أحدوثتهم ، وكانوا يتربصون به الدوائر ، وكان حقدهم عليه لا يقل عن حقدهم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وكان نومه على فراش النبي «صلى الله عليه وآله» ، ومواجهتهم بالقتال هو السبب في نجاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وفي تمكنه من الهجرة الى المدينة ..
واذا واجههم علي «عليه السلام» بهذا القرار الحاد ، المتضمن لهذا التهديد والوعيد الشديد بالقتل ، وبإعلان الحرب على الشرك وأهله ، ووجدوه وحيدا فريدا بينهم ، وفي عقر دارهم ، وموضع قوتهم ، ومحل اجتماعهم ، فسوف لن يدخروا وسعا في الإنتقام منه لو أمكنهم ذلك ، ولن يجرؤ أحد من بني هاشم على إظهار نفسه في هذه المعمعة الهائلة ، لأن مصيرهم سيكون الدمار والبوار.
د : على أنهم قد زعموا : أن أبا بكر لم يتعرض إلى التعذيب في مكة ، لأنه