وعن علي «عليه السلام» : «فأتيت مكة ، وأهلها من قد عرفتم ، ليس منهم أحد إلا ولو قدر أن يضع على كل جبل مني إربا لفعل ، ولو أن يبذل في ذلك نفسه وأهله ، وولده ، وماله ، فبلغتهم رسالة النبي «صلى الله عليه وآله» وقرأت عليهم كتابه ، فكلهم يلقاني بالتهديد والوعيد ، ويبدي لي البغضاء ، ويظهر الشحناء من رجالهم ونسائهم ، فكان مني في ذلك ما قد رأيتم» (١).
وقالوا أيضا : «لما وصل علي «عليه السلام» إلى المشركين بآيات براءة لقيه خراش بن عبد الله أخو عمرو بن عبد الله وهو الذي قتله علي «عليه السلام» مبارزة يوم الخندق ـ وشعبة بن عبد الله أخوه ، فقال لعلي «عليه السلام» : ما تسيرنا يا علي أربعة أشهر ، بل برئنا منك ومن ابن عمك ، إن شئت إلا من الطعن والضرب».
وقال شعبة : ليس بيننا وبين ابن عمك إلا السيف والرمح ، وإن شئت بدأنا بك.
فقال علي «عليه السلام» : أجل ، أجل ، إن شئت فهلموا (٢).
__________________
الشيعة ج ١١ ص ٣٢٦ ومستدرك سفينة البحار ج ٦ ص ٥٩٧ وتفسير العياشي ج ٢ ص ٧٤ وتفسير جوامع الجامع ج ٢ ص ٤٥ وتفسير مجمع البيان ج ٥ ص ٩ والتفسير الصافي ج ٢ ص ٣٢١ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ١٨٢.
(١) الخصال ج ٢ ص ٣٦٩ و ٣٧٠ والبحار ج ٣٥ ص ٢٨٦ وج ٣٨ ص ١٧٢ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ١٧٨ والإختصاص للمفيد ص ١٦٨.
(٢) البحار ج ٣٥ ص ٢٩٠ وج ٣٥ ص ٣٠٤ عن إقبال الاعمال ص ٣٢٠ و ٣٢١ و (ط مكتب الإعلام الإسلامي) ج ٢ ص ٤١ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٣٩٢ والصوارم المهرقة ص ١٢٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٧ ص ٤٢٢.