مسكن عائشة كان يقع في تلك الجهة حسب زعمهم .. أي أن المطلق ، وهو جهة الشرق يحمل على القيد ، وهذا هو طبع الكلام في الموارد المختلفة ..
ثانيا : إن مسكن عائشة كان إلى جانبه بيوت كثيرة ، ولم يكن وحده في تلك الجهة ، فلما ذا خص الراوي مسكنها بالذكر؟!.
ثالثا : لماذا قال «صلى الله عليه وآله» : «من ها هنا» (الذي هو للإشارة للقريب) ، ولم يقل : من هناك الذي يشار به للبعيد؟!.
في حين أنه قد استعمل لفظ : «هناك» في الحديث الذي أشار به إلى نجد فقال : هناك الزلازل والفتن (١).
رابعا : إنه «صلى الله عليه وآله» لم يرد أن كل من يطلع من تلك الحجرة فهو قرن شيطان ، لكي يشمل نفسه بهذا الكلام ـ كما زعموا ـ بل أراد التكنية عن شخص بعينه ، يكون منه ما لا يرضاه الله تعالى. كما أظهرته الوقائع بعد استشهاد النبي «صلى الله عليه وآله» ..
خامسا : إننا نقول : إن الروايات التي تتحدث عن الشرق ربما تكون مجعولة ، من أجل تخفيف وطأة حديث البخاري ، ويكون ذلك مخرجا له ..
__________________
(١) الإستذكار لابن عبد البر ج ٨ ص ٢٢١ وصحيح البخاري ج ٢ ص ٢٣ وج ٨ ص ٩٥ وفتح الباري ج ٢ ص ٤٣٣ وج ١٣ ص ٣٩ وعمدة القاري ج ٧ ص ٥٨ وج ٢٤ ص ٢٠٠ وسير أعلام النبلاء للذهبي ج ١٢ ص ٥٢٤ وج ١٥ ص ٣٥٦ وعوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٢ ص ٢٧٧ والتمهيد لابن عبد البر ج ١ ص ٢٧٩ وج ٢١ ص ٢٦٧ والعهود المحمدية للشعراني ص ٥١٣ وكنز العمال ج ١٢ ص ٣٠٠ والدر المنثور ج ٣ ص ١١٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ١ ص ١٣٣ و ١٣٤ وتذكرة الحفاظ للذهبي ج ٣ ص ٨٣٦.