قلت : قد ذكر جماعة : أن طاعون شيرويه أحد ملوك الفرس ، كان في أيام النبي «صلى الله عليه وآله» ، وأنه كان بالمدائن (١).
ونقول :
١ ـ إن طاعون شيرويه ، إذا كان في المدائن ، فهو في العراق ، لأن المدائن تقع قرب بغداد ، وكانت عاصمة لمملكة الفرس ، ولا يزال إيوان كسرى فيها ماثلا للعيان حتى اليوم ..
فأين المدائن عن تبوك ، وعن الشام وبلادها ، وما معنى أن يساق الحديث إليه هنا؟!.
٢ ـ قد تقدم : أن السبب في رجوعه «صلى الله عليه وآله» عن بلاد الروم ، هو ما أظهره قيصر من مقاربة لدين الإسلام ، حيث لم يعد سائغا الدخول في حرب معه قبل أن تستقر الأمور بالإتجاه الذي يفرض ذلك ..
٣ ـ إننا لم نسمع عن وجود طاعون في الشام في زمن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، سواء في الجهة التي كان «صلى الله عليه وآله» يقصدها أو في غيرها ..
٤ ـ بالنسبة للكلمة المنقولة عن النبي «صلى الله عليه وآله» آنفا فيما يرتبط بالدخول أو الخروج من البلاد التي يكون فيها الطاعون نقول :
إنها قد أسست لمبدأ الحجر الصحي للأمان من العدوى ، وإن كان بعض الناس قد فهمها بصورة خاطئة ، كما أوضحته الروايات الواردة عن أهل البيت «عليهم السلام» :
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ص ٤٦٢.