ـ ارتابوا وشكوا ونافقوا بعد ايمانهم ، وكانوا أربعة نفر ، وقوله : (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ) كان أحد الاربعة مخشى بن الحمير (١) فاعترف وتاب وقال : يا رسول الله أهلكنى اسمى فسماه رسول الله صلىاللهعليهوآله عبد الله بن عبد الرحمان ، فقال : يا رب اجعلني شهيدا حيث لا يعلم أحد أين أنا ، فقتل يوم اليمامة ولم يعلم أين قتل ، فهو الذي عفي الله عنه.
٢٢٦ ـ في مجمع البيان (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً) وروى ان هاتين الطائفتين كانوا ثلثة نفر ، فهزأ اثنان وضحك واحد ، وهو الذي تاب من نفاقه واسمه مخشى بن حمير فعفي الله عنه.
٢٢٧ ـ في عيون الاخبار باسناده الى عبد العزيز بن مسلم قال : سألت الرضا عليهالسلام عن قول الله تعالى : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) فقال : ان الله لا يسهو ولا ينسى ، وانما ينسى ويسهو المخلوق والمحدث ، الا تسمعه عزوجل يقول : (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) وانما يجازى من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم ، كما قال تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) وقال عزوجل : (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) اى نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا. وفي كتاب التوحيد مثله سواء.
٢٢٨ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل ، يقول فيه عليهالسلام : وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من آيات الكتاب : اما قوله : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) انما يعنى نسوا الله في دار الدنيا لم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة ، اى لم يجعل لهم في ثوابه شيئا ، فصاروا منسيين من الخير ، وقد يقول العرب في باب النسيان قد نسينا فلان فلا يذكرنا ، اى انه لم يأمر لهم بخير ولا يذكرهم به.
٢٢٩ ـ في تفسير العياشي عن جابر عن أبى جعفر عليهالسلام «نسوا الله» قال :
__________________
(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولما سيأتى من رواية الطوسي (ره) في المجمع لكن في الأصل «مختبر» بدل «مخشى» ومع ذلك فقد اختلف التراجم في اسم الرجل ففي بعضها «مخشن» بالنون وفي آخر «مخشى» كما في الكتاب. راجع أسد الغابة ج ٤ : ٣٣٨ والاصابة ج ٣ : ٣٨٢. وسيرة ابن هشام ج ٢ : ٥٢٤ وغيرها.