ساعة ثم التفت إليهم فقال : انكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل عليهالسلام : هذه ثنتان ، ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال : انكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل عليهالسلام : هذه الثالثة : ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله ، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون (١) حتى جاؤا الى الباب فنزلت إليهم فقالت : عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن منهم هيئة فجاؤا الى الباب ليدخلوا فلما رآهم لوط قام إليهم فقال لهم : يا قوم (فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) وقال (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) فدعاهم الى الحلال فقالوا (ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ) فقال لهم : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) فقال جبرئيل : لو يعلم اى قوة له؟ قال : فكابروه حتى دخلوا البيت ، فصاح بهم (٢) جبرئيل عليهالسلام وقال : يا لوط دعهم يدخلون ، فلما دخلوا أهوى جبرئيل عليهالسلام بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قوله عزوجل : «فطمسنا على أعينهم» ثم ناداه جبرئيل عليهالسلام فقال له : (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) وقال له جبرئيل : انا بعثنا في إهلاكهم ، فقال : يا جبرئيل عجل ، فقال : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) فأمره ان يتحمل ومن معه الا امرأته ، ثم اقتلعها يعنى المدينة جبرئيل بجناحيه من سبعة أرضين ، ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديكة ، ثم قلبها وأمطر عليها وعلى من حول المدينة (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ).
١٥٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن محمد بن ابى حمزة عن ابى حمزة عن يعقوب بن شعيب عن ابى عبد الله عليهالسلام في قول لوط عليهالسلام : (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) قال : عرض عليهم التزويج.
١٥٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن سعيد عن محمد بن سليمان عن ميمون البان قال : كنت عند أبى عبد الله عليهالسلام فقرئ عنده آيات من هود ، فلما بلغ :
__________________
(١) الهرع : المشي باضطراب وسرعة.
(٢) وفي المصدر «فصاح به» ولعله أوفق بالسياق.