يعنى لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة فقالت الطائفة التي وعظتهم : لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم (١) هذه الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم ، قال : فخرجوا عنهم من المدينة مخافة ان تصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء ، فلما أصبحوا أولياء الله المطيعون لأمر الله غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فاذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فاذا هو بالقوم قردة يتعادون فقال الرجل لأصحابه : يا قوم ارى والله عجبا. قالوا : وما ترى؟ قال : ارى القوم قد صاروا قردة يتعاوون لها أذناب ، فكسروا الباب قال : فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القردة ، فقال القوم للقردة : الم ننهكم؟ فقال على عليهالسلام : والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة انى لأعرف أنسابها من هذه الامة لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا وقد قال الله : (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) وقال الله : (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ).
٣١٨ ـ في تفسير العياشي عن على بن عقبة عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ان اليهود أمروا بالإمساك يوم الجمعة فتركوا يوم الجمعة فأمسكوا يوم السبت.
٣١٩ ـ عن هارون بن عبيد رفعه الى أحدهم قال : جاء قوم الى أمير المؤمنين عليهالسلام بالكوفة وقالوا : يا أمير المؤمنين ان هذه الجراري (٢) تباع في أسواقنا؟ قال : فتبسم أمير المؤمنين عليهالسلام ضاحكا به ، ثم قال قوموا لأريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم الأخير أفقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فاذا بجرية رافعة رأسها فاتحة فاها ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : من أنت الويل لك ولقومك؟ فقال : نحن من أهل (الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ) البحر إذ يقول
__________________
(١) من البيتوتة
(٢) الجراري جمع الجري بتشديد الراء والياء كسكيت : بمعنى الجريث : ضرب من السمك يشبه الحيات ، ويقال له بالفارسية «مارماهي».