حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم الى قوله عليهالسلام والسيف الثاني على أهل الذمة لشمس قال الله تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) ثم نسخها قوله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم الا الجزية أو القتل وما لهم في ذراريهم سبى فاذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم وحرمت أموالهم وحلت لنا مناكحتهم ، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم ، ولم تحل لنا مناكحتهم ولم يقبل منهم الا الدخول في دار السلام أو الجزية أو القتل.
٩٨ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابى يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن المجوس أكان لهم نبي؟ فقال : نعم أما بلغك كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله الى أهل مكة ان أسلموا والا (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ) ، فكتبوا الى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الأوثان ، فكتب إليهم النبي : انى لست آخذ الجزية الا من أهل الكتاب ، فكتبوا اليه ـ يريدون بذلك تكذيبه ـ : زعمت انك لا تأخذ الجزية الا من أهل الكتاب ثم أخذت الجزية من مجوس هجر (١) فكتب إليهم النبي صلىاللهعليهوآله : ان المجوس كان لهم نبي فقتلوه وكتاب أحرقوه ، أتاهم نبيهم بكتابهم في اثنى عشر الف جلد ثور.
٩٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الزهري عن على بن الحسين عليهماالسلام قال : سألته عن النساء كيف سقطت الجزية ورفعت عنهن؟ فقال : لان رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى عن قتل النساء والولدان في دار الحرب الا ان تقاتل ، وان قاتلت أيضا فأمسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللا فلما نهى عن قتلهن في دار الحرب كان ذلك في دار الإسلام اولى ، وان امتنعت ان تؤدى الجزية لم يمكن قتلها ، فلما لم يمكن قتلها ، رفعت الجزية عنها ، ولو منع الرجال وابو ان يؤدوا الجزية كانوا ناقضين للعهد وحلت دمائهم وقتلهم ، لان قتل الرجال مباح في دار الشرك ، وكذلك
__________________
(١) هجر ـ محركة ـ : بلدة باليمن واسم الجميع أرض البحرين.