ـ الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : بأبى أنت وأمي يا رسول الله ان رأيت ان تحضر جنازته؟ فحضر رسول الله صلىاللهعليهوآله وقام على قبره ، فقال له عمر : يا رسول الله ألم ينهك الله ان تصلى على أحد منهم أبدا وان تقم على قبره؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ويلك وهل تدري ما قلت؟ انما قلت : اللهم احش قبره نارا وجوفه نارا وأصله النار ، فبدا من رسول الله صلىاللهعليهوآله ما لم يكن يحب.
٢٦٠ ـ وفيه في قصة غزوة تبوك ولقى رسول الله صلىاللهعليهوآله الحر بن قيس (١) فقال له : يا با وهب الا تنفر معنا في هذه الغزاة لعلك ان تحتفد من بنات الأصفر فقال : يا رسول الله والله ان قومي ليعلمون انه ليس فيهم أحد أشد عجبا بالنساء منى ، وأخاف ان خرجت معك ان لا اصبر إذا رأيت بنات الأصفر فلا تفتني ، وائذن لي ان أقيم ، وقال لجماعة من قومه. لا تخرجوا في الحر فقال ابنه : ترد على رسول الله صلىاللهعليهوآله وتقول ما تقول؟ ثم تقول لقومك : لا تنفروا في الحر ، والله لينزلن الله تعالى في هذا قرآنا يقرأه الناس الى يوم القيمة ، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلىاللهعليهوآله في ذلك : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي) الى قوله : ونزل أيضا في الحر بن قيس في رواية على بن إبراهيم لما قال لقومه : لا تخرجوا في الحر : (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ).
الى قوله تعالى : (وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ) ، ففضح الله تعالى الحر بن قيس وأصحابه.
٢٦١ ـ في مجمع البيان : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) وروى انس بن مالك عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال : لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.
٢٦٢ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن محمد بن مهاجر عن امه أم سلمة قالت : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا صلى على
__________________
(١) كذا في النسخ لكن المضبوط في كتب السير والتواريخ السير والتواريخ كسيرة ابن هشام وغيرها «جد بن قيس» بالجيم والدال. وقد مر أيضا.