عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو في نفر من أصحابه : ان مقامي بين أظهركم خير لكم ، وان مفارقتي إياكم خير لكم ، فقام اليه جابر بن عبد الله الأنصاري وقال : يا رسول الله اما مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا ، فكيف يكون مفارقتك إيانا خيرا لنا؟ فقال : اما مقامي بين أظهركم خير لكم لان الله عزوجل يقول : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) يعنى يعذبهم بالسيف ، فاما مفارقتي إياكم فهو خير لكم لان أعمالكم تعرض على كل اثنين وخمسين ، فما كان من حسن حمدت الله عليه ، وما كان من سيئ استغفرت لكم.
٨٨ ـ وباسناده الى جعفر بن محمد عليهماالسلام عن آبائه عن على بن ابى طالب عليهالسلام انه قال : اربع للمرء لا عليه ، الى قوله : والاستغفار فانه قال : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
٨٩ ـ في مجمع البيان : وما كانوا أوليائه اى وما كان المشركون أولياء مسجد الحرام وان سعوا في عمارته ان أوليائه الا المتقون معناه وما أولياء المسجد الحرام الا المتقون وهو المروي عن أبى جعفر عليهالسلام. قال مؤلف هذا الكتاب «عفي عنه» سبق لهذه الآية بيان فيما نقلناه قريبا عن على ابن إبراهيم.
٩٠ ـ في تفسير العياشي عن إبراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله : (وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ) يعنى أولياء البيت يعنى المشركين (إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ) حيث كانوا هم أولى به من المشركين وما كان صلوتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية قال : التصفير والتصفيق. (١)
__________________
(١) صفر صفرا وصفر تصفيرا : صوت بالنفخ من شفتيه وشبك أصابعه ونفخ فيها ، وكثيرا ما يفعل ذلك للدابة عند دعائه للماء. وصفق بيديه : صوت بهما ضربا ، قيل : وكانوا يطوفون بالبيت عراء يشبكون بين أصابعهم ويسفرون فيها ويصفقون وكانوا يفعلون ذلك إذا قرء رسول الله (ص) في صلوته يخلطون عليه.