ومن الطبيعيّ ، أنه لا بد للعاملين في حقل التربية من دراسة ذلك كله ، من أجل أن يعرفوا كيف يصلحون الأرض قبل أن يضعوا فيها غراس الخير ، وأن يمهّدوا الأرض الخصبة قبل أن يتحركوا في عملية الإنتاج الفعلي.
إن الخبث في الأرض وفي الإنسان ليس خصوصية ذاتية ، بل هو شيء طارئ قد يأتي من هنا وهناك من خلال العناصر الخبيثة الخارجية التي تزحف إلى الإنسان بفعل البيئة أو الثقافة أو التربية السيئة ، أو إلى الأرض بفعل العناصر المرضيّة ، وما تحمله الرياح إليها ، مما تخبث خصائصه فتتعمق في داخله.
ولهذا لا بد للعاملين في حقل الخير الإنساني من الاندفاع في طريق تنقية الداخل من كلّ وحول الشرّ وقذارات الجريمة.
* * *