ولا يستعدّون للتراجع عن المواقف التي تثير ذلك كله ، فيخسرون دنياهم وآخرتهم. (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها) أفلم يتبين لهم من خلال دراستهم تاريخ الأمم التي سبقتهم ، وذاقت نتائج أعمالها وذنوبها ، (أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) كما أصبنا أولئك في ما أنزلناه عليهم من العذاب بسبب ذنوبهم؟! ولكن الإنسان الذي يستسلم لشهواته وملذاته ، ويستغرق في دائرة مصالحه الذاتية ، ويعيش الحياة كفرصة للهو والعبث والاسترخاء ، وينسى دوره في الحياة كإنسان مسئول ، سوف يعيش الغفلة التي تغلق قلبه وعقله وحياته عن الله ، وبذلك تتحوّل كلها إلى مناطق لا تدخلها موعظة ، ولا تحركها نصيحة. (وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ) فنختم عليها من خلال ما فعلوه ، (فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ).
* * *