لا أحوالا. وقال : الحال الذي أثبته أبو هاشم هو الذي نسميه صفة خصوصا إذا أثبت حالة أوجبت تلك الصفات.
قال أبو الحسن : الباري تعالى عالم بعلم ، قادر بقدرة ، حي بحياة ، مريد بإرادة ، متكلم بكلام ، سميع يسمع ، بصير يبصر. وله في البقاء اختلاف رأي.
قال : وهذه الصفات أزلية قائمة بذاته تعالى. لا يقال : هي هو ، ولا هي غيره ، ولا : لا هو ، ولا : لا غيره. والدليل على أنه متكلم بكلام قديم ، ومريد بإرادة قديمة أنه قد قام الدليل على أنه تعالى ملك ، والملك من له الأمر والنهي فهو آمر ، ناه. فلا يخلو إما أن يكون آمرا بأمر قديم ، أو بأمر محدث. وإن كان محدثا فلا يخلو : إما أن يحدثه في ذاته ، أو في محل أو لا في محل. ويستحيل أن يحدثه في ذاته ، لأنه يؤدي إلى أن يكون محلا للحوادث ، وذلك محال. ويستحيل أن يحدثه في محل ، لأنه يوجب أن يكون المحل به موصوفا. ويستحيل أن يحدثه لا في محل ، لأن ذلك غير معقول. فتعين أنه قديم ، قائم به صفة له ، وكذلك التقسيم في الإرادة والسمع والبصر.
قال : وعلمه واحد يتعلق بجميع المعلومات : المستحيل ، والجائز ، والواجب ، والموجود ، والمعدوم. وقدرته واحدة تتعلق بجميع ما يصلح وجوده من الجائزات. وإرادته واحدة تتعلق بجميع ما يقبل الاختصاص. وكلامه واحد هو : أمر ونهي ، وخبر ، واستخبار ، ووعد ، ووعيد. وهذه الوجوه ترجع إلى اعتبارات في كلامه ، لا إلى عدد في نفس الكلام. والعبارات والألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء عليهمالسلام دلالات على الكلام الأزلي ، والدلالة مخلوقة محدثة ، والمدلول قديم أزلي. والفرق بين القراءة والمقروء ، والتلاوة والمتلو كالفرق بين الذّكر والمذكور فالذّكر ، محدث والمذكور قديم (١).
__________________
(١) قال الله جلّ ثناؤه ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ، وقال : والطور وكتاب مسطور في رق منشور. وقال جل وعلا : بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم. وقال تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ). وقال عزوجل : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ ـ