ناظِرَةٌ) (١) إلى غير ذلك من الآيات والأخبار. قال : ولا يجوز أن تتعلق به الرؤية على جهة ، ومكان ، وصورة ومقابلة ، واتصال شعاع أو على سبيل انطباع ، فإن كل ذلك مستحيل.
وله قولان في ماهية الرؤية :
أحدهما : أنه علم مخصوص ، ويعني بالخصوص أنه يتعلق بالوجود دون العدم.
والثاني : إنه إدراك وراء العلم لا يقتضي تأثيرا في المدرك ، ولا تأثرا عنه.
وأثبت أن السمع والبصر للباري تعالى صفتان أزليتان ؛ هما إدراكان وراء العلم يتعلقان بالمدركات الخاصة بكل واحد بشرط الوجود. وأثبت اليدين ، والوجه صفات خبرية. فيقول : ورد بذلك السمع فيجب الإقرار به كما ورد ، وصغوه (٢) إلى طريقة السلف من ترك التعرض للتأويل ، وله قول أيضا في جواز التأويل.
ومذهبه في الوعد والوعيد ، والأسماء ، والأحكام ، والسمع ، والعقل مخالف للمعتزلة من كل وجه.
قال : الإيمان هو التصديق بالجنان. وأما القول باللسان والعمل بالأركان ففروعه. فمن صدق بالقلب أي أقر بوحدانية الله تعالى ، واعترف بالرسل تصديقا لهم فيما جاءوا به من عند الله تعالى بالقلب صح إيمانه ، حتى لو مات عليه في الحال كان مؤمنا ناجيا ، ولا يخرج من الإيمان إلا بإنكار شيء من ذلك.
__________________
ـ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ). وما ذهبت إليه المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه وأن رؤيته مستحيلة عقلا ، هذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح. وقد تظاهرت أدلّة الكتاب والسنّة وإجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى ، وقد رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. (راجع لباب التأويل ٧ : ١٥٤).
(١) سورة القيامة : الآيتان ٢٢ و ٢٣.
(٢) صغوه : ميله. نقول : صغا إليه : أي مال.