إما في فعل ، وإما في جزاء ، وما هو فيه : فإما مكافأة على عمل قدمه ، وإما عمل ينتظر المكافأة عليه. والجنة والنار في هذه الأبدان ، وأعلى عليين. درجة النبوة ، وأسفل السافلين : دركة الحية. فلا وجود أعلى من درجة الرسالة ، ولا وجود أسفل من دركة الحية. ومنهم من يقول : الدرجة الأعلى درجة الملائكة ، والأسفل دركة الشياطين.
ويخالفون بهذا المذهب سائر الثنوية ، فإنهم يعنون بأيام الخلاص. رجوع أجزاء النور إلى عالمه الشريف الحميد ، وبقاء أجزاء الظلام في عالمه الخسيس الذميم.
* * *
وأما بيوت النيران للمجوس :
فأول بيت بناه أفريدون (١) : بيت نار بطوس (٢) ، وآخر بمدينة بخارى (٣) ، هو بردسون (٤) ، واتخذ بهمن بيتا بسجستان (٥) يدعى كركو (٦). ولهم بيت نار آخر في نواحي بخارى ، يدعى قباذان ، وبيت نار يسمى كويسه (٧) ، بين فارس وأصبهان ، بناه كيخسرو (٨). وآخر بقومس (٩) يسمى جرير (١٠). وبيت نار يسمى كنكدر (١١) ؛ بناه
__________________
(١) هو الذي محا آثار ثمود. ومدّة عمر موسى عليهالسلام مائة وعشرون ، منها عشرون في أيام افريدون.
وهو من ملوك الطبقة الأولى من الفرس. (ابن خلدون ١ : ٢٣١ وص ١٢٨).
(٢) طوس : مدينة بخراسان قريبة من نيسابور. (معجم البلدان ٤ : ٤٩).
(٣) بخارى : من أعظم مدن ما وراء النهر كانت قاعدة ملك السامانية. (معجم البلدان ١ : ٣٥٣).
(٤) لم نهتد إليها في المراجع التي بين يدينا. وهي في نهاية الأرب ١ : ١٠٧ : «بردسورة».
(٥) سجستان : قريبة من هراة. (معجم البلدان ٣ : ١٩٠).
(٦) في معجم البلدان ٤ : ٤٥٣ : كركوية : مدينة من نواحي سجستان فيها بيت نار معظم عند المجوس.
(٧) في نهاية الأرب ١ : ١٠٨ : وبيت آخر للنار يقال له كوسجة بناه كيخسرو الملك.
(٨) كيخسرو : تسنّم سرير الملك بالفرس فبسط على الناس ظل العدل والإحسان. اشتهر بالحروب والفتوح ثم ترهّب وتزهّد في الملك واستخلف مكانه كي هراسف. مات لستين سنة من ملكه. (الشاهنامه ١ : ١٩٩).
(٩) قومس : هي في ذيل جبال طبرستان قصبتها دامغان وهي بين الري ونيسابور. (معجم البلدان ٤ : ٤١٤).
(١٠) في نهاية الأرب ١ : ١٠٨ : وقد كان بقومس بيت نار معظم لا يدري من بناه يقال له حريش ويقال إن الإسكندر لما غلب عليها تركها ولم يطفئها.
(١١) في نهاية الأرب ١ : ١٠٨ وبيت نار آخر يسمى كنك دز بناه سياوش بن كاوس الجبار وذلك في زمن لبثه بشرق الصين مما يلي البركة.