سياوش في مشرق الصين ، وآخر بأرجان (١) من فارس اتخذه أرجان جد كشتاسب ؛ وهذه البيوت كانت قبل زردشت.
ثم جدد زردشت بيت نار بنيسابور (٢) ، وآخر بنسا (٣). وأمر كشتاسب أن يطلب نارا كان يعظمها جم ، فوجدها بمدينة خوارزم (٤) فنقلها إلى دار بجرد (٥) ، وتسمى آذرخره ، والمجوس يعظمونها أكثر من غيرها ، وكيخسرو لما خرج إلى غزو أفراسياب (٦) عظمها وسجد لها. ويقال إن أنوشروان هو الذي نقلها إلى كارمان (٧) فتركوا بعضها ، وحملوا بعضها إلى نسا.
وفي بلاد الروم على أبواب قسطنطينية بيت نار اتخذه سابور بن أردشير ، فلم يزل كذلك إلى أيام المهدي ، وبيت نار بإستينيا (٨) ، على قرب مدينة السلام لبوران بنت كسرى.
وكذلك بالهند والصين بيوت نيران.
وأما اليونانيون فكان لهم ثلاثة أبيات ليست فيها نار ، وقد ذكرناها.
__________________
(١) أرجان : قريبة من شيراز وسوق الأهواز. (راجع معجم البلدان ١ : ١٤٣).
(٢) نيسابور : هي ما بين جيحون إلى القادسية. ومن الريّ إلى نيسابور مائة وستون فرسخا ومنها إلى سرخس أربعون فرسخا ، وهي مدينة عظيمة. (معجم البلدان ٥ : ٣٣١).
(٣) نسا : مدينة بخراسان بينها وبين سرخس يومان وبينها وبين مرو خمسة أيام وهي وبئة. (معجم البلدان ٥ : ٢٨٢).
(٤) خوارزم : هو ليس اسما للمدينة إنما هو اسم للناحية بجملتها فأما القصبة العظمى فقد يقال لها الجرجانية. (معجم البلدان ٢ : ٣٩٥).
(٥) دارا بجرد : قرية من كورة اصطخر. (مسالك الأبصار ١ : ٢٢٨).
(٦) ملك من ملوك الترك ثار على منوشهر فغلبه على بابل وملكها. (ابن خلدون ١ : ٢٣٢).
(٧) كرمان : ولاية مشهورة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. (معجم البلدان ٤ : ٤٥٤).
(٨) في نهاية الأرب ١ : ١٠٩ : «وبأرض العراق بيت نار بالقرب من مدينة السلام بنته بوران بنت كسرى أبرويز الملكة بالموضع المعروف بأستينياء. وأستينيا ، قرية بالكوفة أقطعها عثمان لخباب بن الأرت».