الكلام ، والإرادة ، وأفعال العباد ، والقول بالقدر ، والآجال ، والأرزاق ، كما سيأتي في حكاية مذهبه ، وجرت بينه وبين هشام بن الحكم مناظرات في أحكام التشبيه ، وأبو يعقوب الشحّام والآدمي صاحبا أبي الهذيل وافقاه في ذلك كله.
ثم إبراهيم (١) بن سيار النظام في أيام المعتصم كان غلا في تقرير مذاهب الفلاسفة وانفرد عن السلف ببدع في القدر والرفض ، وعن أصحابه بمسائل نذكرها. ومن أصحابه محمد بن شبيب ، وأبو شمر ، وموسى بن عمران ، والفضل الحدثي ، وأحمد بن خابط. ووافقه الأسواري في جميع ما ذهب إليه من البدع ، وكذلك الإسكافية أصحاب أبي جعفر الإسكافي ، والجعفرية أصحاب الجعفرين جعفر بن مبشر ، وجعفر بن حرب.
ثم ظهرت بدع بشر (٢) بن المعتمر ؛ من القول بالتولّد والإفراط فيه والميل إلى الطبيعيين من الفلاسفة ، والقول بأن الله تعالى قادر على تعذيب الطفل ، وإذا فعل ذلك فهو ظالم ، إلى غير ذلك مما تفرّد به عن أصحابه.
وتلمذ له أبو موسى المردار راهب المعتزلة ، وانفرد عنه بإبطال إعجاز القرآن من جهة الفصاحة والبلاغة ، وفي أيامه جرت أكثر التشديدات على السلف لقولهم بقدم القرآن ، وتلمذ له الجعفران ، وأبو زفر ، ومحمد بن سويد صاحبا المردار ، وأبو جعفر الإسكافي ، وعيسى بن الهيثم صاحبا جعفر بن حرب الأشجّ.
وممن بالغ في القول بالقدر : هشام بن عمرو الفوطي ، والأصمّ من أصحابه ، وقدحا في إمامة عليّ رضي الله عنه بقولهما : إن الإمامة لا تنعقد إلّا بإجماع الأمة
__________________
(١) قال عنه الجاحظ : «الأوائل يقولون في كل ألف سنة رجل لا نظير له فإن صحّ ذلك فأبو إسحاق من أولئك». انفرد بآراء خاصة تابعته فيها فرقة من المعتزلة سميت «النظامية» نسبة إليه. ذكر أن له كتبا كثيرة في الفلسفة والاعتزال. توفي سنة ٢٣١ ه / ٨٤٥ م. (راجع تاريخ بغداد ٦ : ٩٧ وأمالي المرتضى ١ : ١٣٢ واللباب ٣ : ٢٣٠).
(٢) هو أبو سهل ، فقيه معتزلي مناظر ، من أهل الكوفة ، قال الشريف المرتضى : «يقال : إن جميع معتزلة بغداد كانوا من مستجيبيه» له مصنفات في الاعتزال. توفي سنة ٢١٠ ه / ٨٢٥ م. (راجع دائرة المعارف الإسلامية ٣ : ٦٦٠ وطبقات المعتزلة ٥٢).