فأقول : مراتب الحساب تبتدئ من واحد ، وتنتهي إلى سبع ، ولا تجاوزها البتة.
* المرتبة الأولى : صدر الحساب وهو الموضوع الأوّل الذي يرد عليه التقسيم الأوّل. وهو فرد لا زوج له باعتبار ، وجملة يقبل التقسيم والتفصيل باعتبار ، فمن حيث إنه فرد فهو لا يستدعي أختا تساويه في الصورة والمدة ، ومن حيث هو جملة فهو قابل للتفصيل حتى ينقسم إلى قسمين ، وصورة المدة يجب أن تكون من الطرف إلى الطرف ، ويكتب تحتها حشوا ، مجملات التفاصيل ، ومرسلات التقدير والتقرير ، والنقل والتحويل وكليات وجوه المجموع ، وحكايات الإلحاق والموضوع ، ويكتب تحتها بارزا من الطرف الأيسر كميات مبالغ المجموع.
* * *
* المرتبة الثانية منها : الأصل ، وشكلها محقق ، وهو التقسيم الأوّل الذي ورد على المجموع الأوّل ، وهو زوج ليس بفرد ، ويجب حصره في قسمين لا يعدوان إلى ثالث ، وصورة المدة يجب أن تكون أقصر من الصدر بقليل ، إذ الجزء أقلّ من الكلّ ، ويكتب تحتها حشوا ما يخصها من التوجيه ، والتنويع ، والتفصيل ، ولها أخت تساويها في المدة وإن لم يجب أن تساويها في المقدار.
* * *
* المرتبة الثالثة من ذلك : الأصل ، وشكله محقق أيضا ، هو التقسيم الثاني الذي ورد على الموضوع الأوّل والثاني ، وذلك لا يجوز أن ينقص عن قسمين ، ولا يجوز أن يزيد على أربعة أقسام ، ومن جاوز من أهل الصنعة فقد أخطأ ، وما علم وضع الحساب ، وسنذكر السبب فيه ، وصورته ومدته أقصر من مدة منها الأصل بقليل ، وكذلك يكتب تحتها ما يليق بها حشوا وبارزا.
* * *
* المرتبة الرابعة منها : المطموس ، وشكلها هكذا «ط» وذلك يجوز أن يجاوز الأربعة ، وأحسن الطرق أن يقتصر على الأقلّ ومدتها أقصر مما مضى.
* * *