إلى أن وصلت النوبة إلى الحسن بن موسى النوبختي ، فألّف كتاب : «خبر الواحد والعمل به». وهذه هي المرحلة الأولى لنشوء علم أصول الفقه عند الشيعة القدماء.
وبذلك يعلم أنّ أئمّة الشيعة عليهمالسلام سبقوا غيرهم في إملاء القواعد الأصولية ، كما أنّ تلامذتهم شاركوا الآخرين في حلبة التأليف والتصنيف.
وأمّا الآخرون فقد اشتهر أنّ أوّل من ألّف في أصول الفقه هو الإمام الشافعي.
قال الإمام الرازي : اتّفق الناس على أنّ أوّل من صنّف في هذا العلم ـ أي أصول الفقه ـ الشافعي ، وهو الّذي رتّب أبوابه ، وميّز بعض أقسامه في بعض ، وشرح مراتبها في القوة والضعف (١).
وما ذكره الرازي موضع تأمّل ، وإن اشتهر بين المتأخّرين أنّ الإمام الشافعي أوّل من ألّف في علم الأصول والّذي طبع باسم «الرسالة» ، وذلك :
١. أنّ أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم المتوفّى (عام ١٨٢ ه) أوّل من ألّف في أصول الفقه على وفق مذهب أستاذه أبي حنيفة. (٢)
٢. أنّ محمد بن حسن الشيباني المتوفّى (عام ١٨٩ ه) هو أحد من ألّف في أصول الفقه ، كما صرّح به ابن النديم (٣) ، فلم يعلم تقدّم الشافعي على العالمين لو لم نقل بتقدّمهما عليه.
__________________
(١) مناقب الإمام الشافعي للرازي : ٥٦ ـ ٥٧.
(٢) وفيات الأعيان لابن خلكان : ٦ / ٣٨٣.
(٣) فهرست ابن النديم : ٢٥٨.