شامل لمعانيه اشتمال المعنى المشترك على أفراده ، وليس كذلك.
وإن عنى به كلّ واحد بخصوصيّة ، ورد الإشكال.
والوجه أن نقول : التّبادر دليل الحقيقة ، ولا يلزم من عدمه انتفاؤها.
الثالث : استعمال أهل اللغة لفظا مجرّدا عند قصد الإفهام لمعنى معيّن ، ولو عبّروا عنه بغيره ، أو عبّروا به عن غيره لم يجرّدوه بل ضمّوا إليه قرينة فيعلم أنّ الأوّل حقيقة ، إذ لو لا علمهم باستحقاق تلك اللفظة لذلك المعنى لما اقتصروا عليها ، ويكون الثاني مجازا.
الرابع : تعليق اللفظ بما يستحيل تعلّقه به يقتضي كونه مجازا ، للعلم بانتفاء الوضع مثل : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(١).
لا يقال : جاز أن يكون مشتركا ، وتعذّر حمل اللّفظ المشترك على بعض محامله لا يوجب جعله مجازا.
لأنّا نقول : الاشتراك على خلاف الأصل ، والمجاز أولى منه مع التعارض.
وإذا عرفت هذا فنقول : مهما ثبت كون اللفظ حقيقة في بعض المعاني واستعمل في غيره ، حكم بكونه مجازا إذا لم يكن بينهما معنى مشترك يصلح للموضوعيّة ولم يكن مشتركا.
الخامس : إذا وضعوا اللفظ لمعنى ثمّ تركوا استعماله في بعض موارده ، ثمّ استعملوه بعد ذلك في غير ذلك الشيء ، عرف كونه مجازا عرفيّا ، كالدّابة للحمار.
__________________
(١) يوسف : ٨٢.