فقال : لو كان ذلك هو المراد لم يكن لتعليق ذلك بالكثرة وامتلاء الجوف معنى ، لأنّ ما دون ملء الجوف من ذلك مثل كثيرة (١).
وأمّا المقدمة الثانية ، فلأنّه من أهل اللغة ، فيصدق في نقله.
واعترض (في نقله) (٢) بأنّ هذا القول منه إن كان عن اجتهاد ، لم يكن مقبولا منه ، ولا مقلّدا فيه.
وإن كان نقلا عن العرب ، فهو مسلّم ، لكن ليس في كلامه ما يدلّ على أنّه نقل من العرب ذلك.
مع أنّا نمنع قبول نقله ، فإنّه خبر واحد في هذه المسألة المشهورة.
ثمّ هو معارض بمذهب الأخفش (٣) ، وهو من أهل اللغة ، ولم يقل بدليل الخطاب (٤).
والجواب : أنّ هذه الدّلالات من توابع الوضع وأبو عبيد لغويّ أعرف بالوضع وفوائده من غيره.
وقول الأخفش هنا ليس حجّة ، لأنّه يرجع إلى الشّهادة على النفي.
الثاني : منع ابن عبّاس من توريث الأخت مع البنت بقوله تعالى : (إِنِ
__________________
(١) غريب الحديث : ١ / ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٢) ما بين القوسين يوجد في «ب».
(٣) هو سعيد بن مسعدة المجاشعي ، المعروف بالأخفش الأوسط ، نحويّ ، عالم باللّغة والأدب ، أخذ العربيّة عن سيبويه ، وقيل : ينصرف لفظ «الأخفش» إليه عند الإطلاق ، توفّي سنة ٢١٥ ه ، انظر ترجمته في الأعلام للزركلي : ٣ / ١٠١ ـ ١٠٢ ؛ وريحانة الأدب : ١ / ٩٠.
(٤) الاعتراض بطوله نسبه الآمدي إلى قائل ولم يسمّه ، لاحظ الإحكام : ٣ / ٥١.