مع أنّه تعالى رتّب الحكم على الجميع ، والتكذيب وإن استقلّ في مطلق التعذيب ، لكنّ المحصول في موضع معيّن من الجحيم ـ وهو سقر ـ معلّل بالجميع ، لا بمجرّد التكذيب الّذي هو سبب لدخول مطلق الجحيم.
وتأويل (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) بأنّا لم نك من أهل الصّلاة ، لا يتأتّى في قوله (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)(١).
وأهل الكتاب وإن صلّوا ، لكنّ المراد [من الصلاة] في عرف شراعنا هو (٢) الأفعال المخصوصة عندنا ، لا الّتي في شرع غيرنا.
والحمل على المرتدّين تخصيص ، لأنّ قوله : (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) جواب المجرمين في قوله : (يَتَساءَلُونَ. عَنِ الْمُجْرِمِينَ)(٣) وهو عامّ في حقّ الكلّ ، ولو لا أن يكون كلّ واحد له مدخل في استحقاق العقاب ، وإلّا لم يحسن انضمامه وجعله جزءاً من المؤثّر.
الثالث : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ) ـ إلى قوله : ـ (يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ)(٤) جعله جزءاً لما تقدّم ، ومن جملته : قتل النفس ، والزّنا ، وقوله : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى. وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى)(٥) ذمّه على الجميع ، وقوله : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ. الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ)(٦).
__________________
(١) المدثر : ٤٤.
(٢) في «أ» و «ب» و «ج» : وهو.
(٣) المدّثّر : ٤٠ ـ ٤١.
(٤) الفرقان : ٦٨ ـ ٦٩.
(٥) القيامة : ٣١ ـ ٣٢.
(٦) فصّلت : ٦ ـ ٧.