ولكن نحن نذكره تبعا للقوم فقيل ان المراد به الزمان يعنى المراد بالحال هو الزمان وقد أشكل عليه أولا بان الزمان غير داخل في ذات المعنى والقيد والتقيد كلاهما خارجان وهو ظرف فقط وثانيا ان الزمان لا دال له وفيه ان الربط بين الذات والمبدأ في الماضي له نحو خصوصية وفي المضارع له نحو خصوصية أخرى وفي الحال أيضا كذلك ولا ينكر الدخل بهذا النحو.
والحاصل في المقام توضيحا لما سبق هو ان الزمان أعم من كونه زمان النطق أو التلبس أو الجري أو النسبة غير داخل في مفهوم المشتق لأن المتبادر منه هو الذات مع المبدأ فان معنى الضارب بالفارسية زننده والمضروب بالفارسية زده شده ولا دخل للزمان في ذلك وان كان له دخل بنحو آخر وهذا (١) هو الدليل الوحيد لنا.
واما ما ذكروه من الإشكال يمكن الجواب عنه بوجوه منه ما عن المحقق ـ الخراسانيّ (قده) بان الزمان متأخر عن المسمى ضرورة انه ما لم ينطبق الناطق لا يكون زمانه حاصلا قبله وكذا ما لم ينسب وما لم يتلبس وكيف يمكن ان يكون المتأخر عن ـ الشيء داخلا في الرتبة المتقدمة وهي رتبة الوضع فالمشتق موضوع لذات المعنى لا ـ الزمان.
والجواب عنه هو ان الزمان في المصداق وان كان متأخرا ولكن يمكن ان يوضع اللفظ بإزاء الحصة المقرونة بالزمان من المفهوم بحيث لا يكون القيد والتقيد داخلا ولكنه مخالف للتبادر على ما حققناه ومنه ان أهل الأدب قالوا ان الزمان خارج عن المشتق وفيه لا إشكال في المقارنة مع الحصة كما مر لكنه خلاف التبادر ومنه ان اللفظ موضوع للذات في حال كونها متلبسة بالمبدإ والجواب انه خلاف التبادر وان لم يكن فيه الإشكال من جهة قيدية الزمان.
__________________
(١) وهذا هو المؤيد لأن الظاهر من هذا العنوان هو ان المشتق هل هو حقيقة للمتلبس بالمبدإ أم الأعم والأزمنة التي ذكروها تكون خارجة عن البحث وإطالة الكلام لا تخلو عن فائدة وهي تشريح الذهن.