اضرب وأبعثك بالضرب اللذان يفيدان معنى واحدا ولكن يفيد الثاني معنى اسميا والأول بنحو المعنى الحرفي يفيد إرادة إيجاد الضرب.
واما الفرق بين التمني والترجي بنحو الاخبار وبينهما بنحو الإنشاء فهو ان الثاني به يوجد فردا من التمني والترجي كما يقال يا ليت الشباب يعود فهو كما قال الحائري (قده) بالاستعمال يوجد فردا من ذلك بخلاف تمنيت وترجيت فانه يكون اخبارا عن نسبة جزئية خارجية ولذا فصل بعضهم بين المعاني الحرفية فقال بان أمثال ذلك يكون إيجاديا وغيره إخباريا ويكون النداء بالحرف أيضا كذلك مثل يا زيد فانه يوجد به معنى هو النداء ولكن الحق عدم الفرق بين المعاني الحرفية فان كلها إخطارية ولكن يكون الفرق بين أنحائه.
وقد أشكل على ما نقول من الحكاية بان هذا يستلزم الدور وتقديم الشيء على نفسه لأن الحكاية تتوقف على المحكي الخارجي فإذا كان تحقق المحكي بها يلزم الدور.
والجواب عنه انه لا شبهة في ان في النّفس شيء غير معلول للحكاية ولا تتوقف عليه وهو المحكي بالذات فلا يكون التوقف متصورا حتى يلزم الدور انما الكلام في المحكي بالعرض وهو يحصل بواسطة الإنشاء فرد منه في الخارج.
لا يقال في النداء أول ما يخطر بالبال هو خصوصيات المنادى مثل يا زيد فانه يتصور أولا معنى خاصا ثم ينادى فهو اخبار لا إنشاء.
لأنا نقول قال شيخنا الحائري (قده) انه كاشف عن معنى حرفي ولا يوجب خصوصية شخصية ولذا لو تفوه بهذه الألفاظ تمسخرا أيضا تكشف عن معناها ويصدق التمني والترجي والنداء والاستفهام وغيره (١).
__________________
(١) لا يخفى على المتدبر أنه مد ظله لم يبحث عما يكون ما سيذكره في الفصل الآتي ثمرته ومترتبا عليه فان أخذ المفهوم ووجود الواجب المشروط وعدمه يتوقف على البحث عن أن المعاني الحرفية هل تكون مغفولة عنها أم لا كما ذكره بعض الأعاظم في تهذيبه إشارة واما كونه ـ