وانما الكلام في الطبيعة الثانية أعني الحج فانه يكون وجوده الخارجي بإتيانه في الخارج ظرف سقوط التكليف وماهيته في الذهن بدون الوجود لا أثر لها ولا مصلحة فيها ولذا صار محل الإشكال وكذلك الصلاة والزكاة فلا تخلط كما يكون فيه الخلط في الكلمات فان الأولى خارجة عن محل البحث والثانية داخلة فيه والحاصل يكون البحث في متعلق فعل المكلف الّذي هو المأمور به.
والخامس يجب ان تعلم بعد جميع ما ذكر انه لا فرق بين الإيجاد والوجود إلا بالاعتبار وهو اعتبار نسبة الفعل إلى الخارج ونسبته إلى الفاعل فانه ينتزع الإيجاد إذا نسب إلى الفاعل والوجود إذا نسب إلى الخارج.
فإذا عرفت جميع ما ذكر فيقول المحقق الخراسانيّ (قده) بان البعث يكون بإيجاد الماهية الذهنية في الخارج لا الماهية فقط ولا الوجود الحاصل لما مر من عدم الفائدة في البعث كذلك من جهة محالية طلب الحاصل وعدم أثر للماهية لأنها من حيث هي ليست إلا هي والفطرة مساعدة معه وان كان إقامة البرهان مشكلة وفي مقابله القائل بان البعث لا يكون بالإيجاد بل بالماهية لكن لا في رتبة الذات لأنها فيها ليست إلا هي بل فيما دونها لغاية الإيجاد وفيه ان الماهية لا تكون مركز المصلحة بل المصلحة في الوجود فعلى هذا يكون تعلق الأمر بالماهية أو بالوجود باطلا لعدم المصلحة في الأولى ولزوم تحصيل الحاصل في الثاني.
فقال شيخنا العراقي (قده) بان الأمر تعلق بالطبائع الحاكية عن الخارج أي بلحاظ وجودها فيه لكن يجب ان يعلم ان الصورة من الشيء في الذهن تارة تكون موجودة فيه مع كون متعلقها في الخارج مثل الصورة التي تجيء في ذهن المعمار من الدار الموجود في الخارج فانها تكون مع جميع الخصوصيات وتارة يتصور في النّفس صورة دار ويريد إيجادها في الخارج بواسطة البناء وهذه الصورة لا تكون مع الخصوصيات التفصيلية متصورة بل بنحو من الإجمال.
فإذا عرفت ذلك فالأوامر المتعلقة بالطبائع من قبيل الثاني دون الأول فيتعلق