لا شبهة ولا ريب بعد مراجعة الوجدان ان المشتقات تكون موضوعة لربط ذات ما بوصف ما فان الضارب وضع لربط الضرب بالذات ولكن لا تكون الذات معينة ونحتاج في الهيئة الكلامية إلى ان تصير الذات مشخصة ولا ريب ان النسبة الناقصة لا تغني مثل قولنا زيد القائم لأنه لا يتشكل منه جملة فيحتاج إلى هيئة تامة مثل ان نقول زيد قائم أو قام زيد فانه من الضروري ان الدلالة التصورية في هذا لا تفيد الربط مثلا لفظة زيد تحكى عن ذات ولفظة القيام عن صفة ما واما ربط هذه الصفة بتلك الذات محتاج إلى جعل على حدة ثم انه قد فصل بعضهم بين كون الجملة اسمية أو فعليه فقال بعدم احتياج الهيئة إلى جعل آخر سوى جعل المفردات في الثانية والدليل عليه هو انه إذا قلنا ضرب مثلا لما كان دالا على الصدور في زمان ماض وهو يحتاج إلى فاعل هو الذات فإذا ضم إليه ذات وجعلت بعده يكون ربطه بها من غير مئونة بخلاف قولنا زيد قائم فانه لا يفهم من الاسم الاحتياج إلى الذات فلا محالة يجب ان تجعل الهيئة للربط.
والجواب عنه هو انه لا فرق في ذلك بينهما فان قولنا قائم أيضا يكون مما يحتاج إلى ذات تكون حاملة للقيام فلو لم يكن محتاجا إلى الهيئة فالفعل لا يحتاج إليه وان احتاج فهو أيضا كذلك.
__________________
ـ قائم زيد است أو يقال زيد است قائم فلا شبهة في ان هذا الترتيب يفهم اتصاف زيد بالقيام نعم لما كان بعض الأنحاء م التركيب يفيد الحصر اما حصر الموصوف بالصفة أو حصر الصفة بالموصوف وبعض أنحاء التركيب لا يفيده مثل تركيب زيد قائم است ويحتاج فهم ذلك إلى بناء من الواضع توهم المتوهم ان الجملة تحتاج إلى وضع جديد والأستاذ مد ظله اعترف بان الجملة من هذا الوجه تحتاج إلى وضع حديد ويريد أن يقول انها وراء ذلك أيضا تحتاج إلى وضع وهو خفي علينا فان الكلام في انه إذا وضع الموضوع الشخصي والمحمول والنسبة هل تحتاج إلى شيء آخر في صيرورة الكلام جملة أم لا واما مثل زيد قائم الذي لم يكن لنسبته كاشف لفظي ان كان لها كاشف غير اللفظ فهو جملة وإلّا فلا ولو قلنا بان الدال عليها هو الحركة بقولنا زيد قائم بالضم لا زيد قائم بالجزم ولا يخفى انه لا ثمرة لهذا البحث فقهيا.