وهو أصالة الظهور والشيخ الأنصاري (قده) يقول بأن الأصول الثلاثة العدمية في المقامات الثلاثة يرجع إلى أصل عدمي واحد وهو أصالة عدم القرينة.
ولتوضيح مرامه (قده) يجب ان يقال ان كلامه يتوقف على ثلاثة أمور.
الأول معنى تأخير البيان عن وقت الحاجة فان كان معناه هو قبح التأخير عن وقت العمل بما هو المراد الجدي من اللفظ مثل من يلقى الخطاب بنحو العموم ويريد إكرام كل واحد ويكون المصلحة في نفس الإكرام فإذا كان خطاب عام ولا ندري انه هل كان المراد هذا أم لا فاللازم هو التمسك بأصالة عدم القرينة لإثبات أن مراده كان العموم لقبح تأخير البيان عن وقت الحاجة ولا يمكن التمسك بأصالة الظهور.
واما إذا كان المراد من قبح تأخير البيان هو البيان يكون المصلحة في نفس إلقاء العموم ولو كان الواقع غير مراد مثل من كان في تقية ولهذه يأمر بنحو العموم بإكرام العلماء ثم بعد زمان يأتي بالقرنية إذا رفع المانع فهنا إذا شك في وجود القرينة وعدمه يتمسك بأصالة الظهور التي هي أصل وجودي.
الثاني ان المناط هل كان في الظهورات على الظهور الصادر أو الواصل فان كان المدار على الأول لا بد من جريان الأصل أي أصالة عدم القرينة لإثبات ان هذا الكلام الّذي وصل إلينا يكون هو الّذي صدر عن المعصوم عليهالسلام ولم يكن فيه قيد زائد واما إذا كان المدار على الظهور الواصل فما وصل إلينا حيث لا يكون معه قرينة تأخذ بظهوره الفعلي ولا نحتاج إلى أصالة عدم القرنية.
وتظهر الثمرة في الفقه أيضا في موردين الأول فيما إذا وصل إلينا خبر ونقطع بسقوط بعض كلماته ونحتمل ان يكون الساقط لائقا للقرينية فان كان المدار على الصادر لا يثبت أصالة عدم القرينية ان الساقط ما كان قرينة واما إذا كان المدار على الواصل فيمكن علاجه لأن الظهور في حال الوصول يكون مستقرا للكلام ولا احتياج إلى أصالة عدم القرينة حتى يكون مثبتا.
والثاني ان يكون في الكلام شيء ولكن لا نعلم انه زيد فيه بواسطة دس