الدساسين أو لا فان كان المدار على الواصل لا يمكن إجراء أصالة عدم قرينية الموجود لأنه هو الواصل ويجب العمل على طبقه واما إذا كان المدار على الظهور الصادر فيمكن جريان أصالة عدم كونه في وقت الصدور.
ولا يخفى ان الصادر الّذي نبحث هو الّذي ينتهى إلى الواصل والواصل الّذي نبحث عنه هو الّذي نريد انتهائه إلى الصادر لا أن يكون الصادر والواصل مقابلا.
والجواب اما عن الثمرة الأولى فهو ان العقلاء لا يكون لهم تعبدات حتى يقال بأن الأصل الّذي يكون مثبتا لا يكون جاريا بل لهم بناء في فهم الكلمات وتلقى الخطاب فانهم إذا كان جريان الأصل عندهم غير مشكل لثبوت البناء كذلك لا يتوجه إلى ان الأصل مثبت أم لا فان كان لهم بناء كذلك فهو وإلّا فلا يجري الأصل أصلا.
واما الجواب عن الثانية فهو ان المدار لو كان على الصادر أيضا فإذا كان في الكلام شيء ولا نعلم انه كان في زمن الصدور أم لا يجري أصالة عدم الدس وأصالة عدم الزيادة ويترتب عليه آثاره فلا ينتج البحث عن الظهور الصادر والواصل ثمرة.
واما أصل المطلب فلا شبهة في ان المدار عند العقلاء على الظهورات الواصلة فان كل أحد إذا وصل إليه شيء من متكلم وكان له حجة في أخذه يتبع هذا الظهور ولا يسأل المتكلم به عن مراده به فيكون الروايات الواصلة عن المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين حجة عندنا بظهورها الواصل ولا يكون فهم من سبق منا سندا لنا بل نحن أيضا مأمورون بهذا الظهور.
الثالث مما يتوقف عليه كلام الخراسانيّ (قده) ان يكون للعقلاء أصول تعبدية واما إذا لم يكن أصول كذلك فلا أساس للقول بجريان الأصل وحيث لا يكون لهم أصول تعبدية فيكون المدار على الظهورات ولا نحتاج إلى أصالة عدم القرينة بخلاف ما لو كان لنا أصل تعبدي فيكون الحق مع الشيخ قده.
الأمر الثاني في أن المدار في فهم الظهورات هل يكون الظن الشخصي أو النوعيّ بحيث لو لم يفهم شخص من المكلفين من لفظة ما ظهورا في معنى ما وفهم العقلاء ذلك الظهور يجب عليه اتباعهم أم لا أو لا يكون مقيدا بالظن الشخصي على الوفاق