صور عدم تنجيز العلم الإجمالي
وصور عدم تنجيز العلم بالنسبة إلى بعض الأطراف من رأس كثيرة : منها صورة كون العلم التفصيلي بنجاسة أحد الكأسين قبل العلم الإجمالي بنجاسة أحدهما مثل أن نعلم أن الأبيض نجس فوقع قطرة دم لا ندري انها وقعت فيه أو في الآخر فان العلم الإجمالي هنا لا يكون له أثر بالنسبة إلى الطرف الآخر لا لعدم العلية بل لأن المنجز لا ينجز ثانيا فالمعلوم نجاسته لا يكون الاجتناب عنه بواسطة العلم الإجمالي بل بواسطة التفصيلي وحيث ان العلم الإجمالي يكون محتمل التطبيق على هذا المعنى يكون احتمال النجاسة في الآخر بدويا وهذا لا يكشف عن أن العلم الإجمالي يكون مقتضيا.
وقال شيخنا النائيني قده وبتقريب آخر الأصل حيث لا يكون له المعارض في الطرف الآخر يكون جاريا لأن أصالة الطهارة فيه لا تكون معارضة بأصالة الطهارة في الآخر بل هو يحكم بنجاسته.
وفيه ان السر هو عدم تنجيز العلم لا أنه منجز ويجري الأصل في الطرف الآخر لعدم التعارض فاصل البيان يكون أحسن من التقريب الآخر ومن هذه الصورة صورة وجود العلم الإجمالي المتقدم مع العلم الإجمالي المتأخر مثل أن يكون لنا العلم بنجاسة أحد الكأسين الأبيض أو الأسود ثم وقع قطرة دم اما في الأبيض والأحمر أو في الأسود أو الأحمر.
وبعبارة أخرى إذا كان لنا ثلاثة أطراف حصل العلم بنجاسة اثنين منهما إجمالا فيما تقدم ثم حصل علم إجمالي آخر بين الطرف الثالث وأحد الاثنين بواسطة وقوع نجاسة جديدة في البين فان العلم الثاني لا يكون له الأثر لأن الاجتناب عن الّذي يكون طرفا للعلم الإجمالي الثاني صار واجبا بواسطة العلم الإجمالي الأول لأن اللازم من العلم هو الاجتناب عن الطرفين والعلم الثاني لا يؤثر بالنسبة إليه لأن المنجّز لا ينجّز ثانيا وبالنسبة إلى الثالث أيضا لا يكون له الأثر لأن الشبهة بالنسبة إليه بدوية وهذا أيضا لا يكشف عن كونه مقتضيا بل لم يثبت التنجيز من رأس.