جملة منازله أنه لو بقي بعده لكانت طاعته مفترضة على أمته وإن كانت تجب لمكان نبوته وجب أن يكون أمير المؤمنين عليهالسلام المفترض الطاعة وعلى سائر الأمّة بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن لم يكن نبيا ؛ لأنّ نفي النبوّة لا يقتضي نفي ما يجب لمكانها على ما بينّاه ، وإنّما كان يجب بنفي النبوّة ، نفي فرض الطاعة لو لم يصح حصول فرض الطاعة إلّا للنبيّ ، وإذا جاز أن يحصل لغير النبيّ كالإمام والأمير علم انفصاله من النبوّة ، وانه ليس من شرائطها وحقائقها التي تثبت بثبوتها وتنتفي بانتفائها والمثال الذي تقدّم يكشف عن صحّة قولنا ، وأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لو صرّح أيضا بما ذكرناه حتى يقول : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» في فرض الطاعة على امّتي وإن لم تكن شريكي في النبوة وتبليغ الرسالة لكان كلامه مستقيما بعيدا من التنافي.
فإن قال : فيجب على هذه الطريقة أن يكون أمير المؤمنين عليهالسلام مفترض الطاعة على الأمّة في حال حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما كان هارون كذلك في حياة موسى عليهالسلام.
قيل له : لو خلينا وظاهر الكلام لأوجبنا ما ذكرته ، غير أن الإجماع مانع منه ؛ لأنّ الأمة لا تختلف في أنه عليهالسلام لم يكن مشاركا للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في فرض الطاعة على الأمة في جميع أحوال حياته حيث ما كان عليه هارون في حياة موسى ، ومن قال منهم : إنه مفترض الطاعة في تلك الأحوال يجعل ذلك في أحوال غيبة الرسول عن الأمة في جميع أحوال حياته حيث ما كان عليه هارون في حياة موسى ، ومن قال منهم : إنه مفترض الطاعة في تلك الأحوال يجعل ذلك في أحوال غيبة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على وجه الخلافة له لا في أحوال حضوره ، وإذا خرجت أحوال الحياة بالدليل تثبت الأحوال بعد الوفاة بمقتضى اللفظ.
فإن قال ظاهر قوله عليهالسلام : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» لم يمنع ممّا ذكرتموه ؛ لأنّه يقتضي من المنازل ما حصل لهارون من جهة موسى واستفادة به ، وإلّا فلا معنى لنسبة المنازل إلى أنها منه ، وفرض الطاعة الحاصل عن النبوة غير متعلّق بموسى عليهالسلام ولا واجب من جهته.
قيل له : أمّا سؤالك فظاهر السقوط على كلامنا ؛ لأن خلافة هارون لموسى