لم يحصل ، لأن الله تعالى خصّص له وقتا معلوما بمقتضى علمه وحكمته وإرادته. وهذا الخبر يتضمن تهديدا للكفار على كفرهم ، وإعلاما لهم بقرب العذاب والهلاك.
فما عليكم أيها الناس إلا أن تؤمنوا بوجود الله ووحدانيته ، سبحانه وتعالى عما يشركون ، أي تنزه الله ، وتعاظم عما ينسبون له من الولد والشّريك ، وعبادة الأوثان والأنداد ، وهذا إبطال لما عقدوا عليه الآمال من شفاعة الأصنام ، فهو وهم خادع وسراب فارغ.
وعليكم أيضا أيها البشر ألا تستعجلوا القيامة ، ولا تكذبوا النّبي ووعده ولا تستهزئوا بما قال ، فإن نبوّة النّبي ثابتة يقينا ، والله تعالى ينزل الملائكة بالروح من أمره ، أي بالوحي المأمور به ، على من يشاء من عباده الذين اصطفاهم واختارهم للرسالة وهم الأنبياء والرسل ، ولا يكون نزول الوحي إلا بأمر الله تعالى ، وأنه يحصل بوساطة الملائكة. ومهمة الرّسل إنذار الكفار وإعلامهم بأنه لا إله إلا الله ، فهو الإله الواحد الذي لا شريك له ولا ندّ ولا نظير ، فاتّقوا أيها الناس عقاب الله ، ومخالفة أمره ، وعبادة غيره.
لقد أجابت هاتان الآيتان عن شبهات ثلاث للمشركين : قيام الساعة ، ونزول العذاب ، والشّرك والشّركاء ، والنّبوة والوحي.
براهين قدرة الله تعالى
هناك في الكون المشاهد أدلة قاطعة على صفات الربوبية ، فمن اتصف بها ثبتت له صفة الألوهية ، ومن خلا منها لم يستحق وصفه بالرب أو الإله ، وإننا لأول وهلة أو نظرة متأملة نجد أن من اتصف بالحياة والعلم والقدرة والإرادة النافذة يحق له أن يخلق ويخترع ويعيد ، وهذه هي صفات الرب ، عزوجل ، بخلاف الشركاء المزعومين