وغيره عن ابن عباس قال : قال رجل : يا رسول الله ، من أولياء الله؟ قال : «الذين إذا رؤوا ذكر الله».
ولهم البشارة في الحياة الدنيا بالنصر والتّمكن في الأرض ، ما داموا على شرع الله ودينه ، يقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، كما قال الله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) [النّور : ٢٤ / ٥٥].
ولهم البشارة أيضا في الحياة الأخروية بحسن الثواب والنعيم المقيم في الجنة ، كما قال الله تعالى : (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١)) [التّوبة : ٩ / ٢١]
(لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ) أي لا تغيير لأقواله ، ولا خلف لمواعيده ، ولا ردّ في أمره ، كقوله تعالى : (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) [ق : ٥٠ / ٢٩] ومن كلماته تعالى : تبشير المؤمنين بالجنّة ، وذلك المذكور وهو البشارة للمؤمنين المتقين أولياء الله في الدّارين بالسعادة : هو الفوز العظيم الذي لا فوز غيره ؛ بالنعيم المبشر به ؛ لأنه ثمرة الإيمان والعمل الصالح.
إن هاتين البشارتين للأولياء العاملين بأوامر الله ، المجتنبين نواهيه لهما أعظم البشائر وأجلّها وأكرمها ، فما أكرم المبشّر وأحبّه عند ربّه ، وما أسعد المبشّرين ، نسأل الله العظيم أن يجعلنا في زمرتهم.
العزّة لله جميعا
لقد أيّد الله نبيّه تأييدا مطلقا ، وسرّى عنه في أوقات الشدة والمحن ، وأخبره بالسلامة ، وبشّره بالغلبة على المشركين المغترين بالقوة والمال ، وأعلمه بأن العزّة لله جميعا ، فهم لا يقدرون لك أيها النّبي على شيء ، ولا يؤذونك إلا بما شاء الله ، وهو