إنما أمدهم بألف ، لقوله : (فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ)(١) ولم يمدهم بخمسة آلاف ، بل المسلمون قالوا : إن كرز بن جابر (٢) يمدّ المشركين. فأنزل الله ذلك تسكينا للمسلمين ، ثم لم يمدّ المشركين ، فلم يمدّ الله المسلمين بهم (٣) ،
__________________
ـ السمعاني في تفسير القرآن (١ / ٣٥٤): «لم يرد خمسة آلاف سوى ما ذكر من ثلاثة آلاف ، لأنهم أجمعوا على أن عدد الملائكة يومئذ خمسة آلاف ، فكأنه جعل ما وعدهم من ثلاثة آلاف خمسة آلاف ...». وقال أبو حيان : والظاهر في هذه الأعداد إدخال الناقص في الزائد ، فيكونون وعدوا بألف ، ثم ضم إليه ألفان ، ثم ألفان فصار خمسة ومن ضم الناقص إلى الزائد ، وجعل ذلك في قصة أحد ، فيكونون قد وعدوا بثمانية آلاف ، أو في قصة بدر فيكونون قد وعدوا بتسعة آلاف. البحر المحيط (٣ / ٥٢).
(١) سورة الأنفال ، الآية : ٩.
(٢) كرز بن جابر بن حسل بن الأجب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي ، كان من رؤساء المشركين قبل أن يسلم ، أغار على سرح المدينة وهو مشرك ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم في طلبه إلا أنه فاته وهي غزوة بدر الأولى ثم أسلم ، وأمّره رسول الله صلىاللهعليهوسلم على عشرين فارسا خرجوا في طلب العرنيين ، استشهد يوم فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة ، وكان مع خالد بن الوليد. انظر : الاستيعاب (٢٢١١) ، وأسد الغابة (٤٤٤٩) ، والإصابة (٥ / ٤٣٤).
(٣) انظر : جامع البيان (٧ / ١٧٣) ، وتفسير القرآن العظيم لا بن أبي حاتم (٣ / ٧٥٢). والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٩٥) ، وتفسير ابن المنذر