قوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً)(١) الآية.
أصل السداد : إزالة الاختلال ، يقال : سددت الخرق. إذا ردمته ، والسّهم إذا قوّمته ، والفقر إذا أزلته ، والسّداد ما يسدّ به ، والسداد يقال في معنى الفاعل ، وفي معنى المفعول ، ورجل سديد متردد بين المعنيين ، فإنه مسدّد من قبل متبوعه ، ومسدّد لتابعه (٢) ، وفي الآية أقوال : الأول : أنه نهي للحاضرين عند الموصي أن يأمروه بما لا يجوز الوصية به (٣). والثاني : أنه نهي لهم أن يأمروه بترك
__________________
ـ واستحباب المشاركة لمن لا نصيب له منهم بأن يسهم لهم من التركة ، ويذكر لهم من القول ما يؤنّسهم وتطيب به نفوسهم ، وهذا محمول على الندب ..». انظر : أحكام القرآن لابن العربي (١ / ٣٢٩).
(١) سورة النساء ، الآية : ٩ ، ونص الآية : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً).
(٢) انظر : العين (٧ / ١٨٣) ، وإصلاح المنطق ص (١٠٥) ، وتفسير غريب القرآن ص (١٢١) ، والمفردات ص (٤٠٣) ، وأساس البلاغة ص (٢٠٦) ، والنهاية (٢ / ٣٥٢) ، ولسان العرب (٣ / ٢٠٧) ، وعمدة الحفاظ (٢ / ٢٠٩).
(٣) هذا القول مرويّ عن ابن عباس وقتادة والسدي وسعيد بن جبير ، والضحاك ومجاهد. انظر : جامع البيان (٨ / ١٩ ـ ٢١) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٧٦ ، ٨٧٧) ، وأحكام القرآن للجصاص (٢ / ٧٣) ، والنكت والعيون (١ / ٤٥٧) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٧١) ،