وقوله في هذه السورة : (يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا)(١) وعلى ذلك قول الشاعر :
... |
|
أن الفرار لا يزيد في الأجل (٢) |
ولما كان أكثر الأعمال مشتبه الصور ، وإنما يتميز الخبيث من الطيب بالنيات ، ولهذا قال صلىاللهعليهوسلم : «الأعمال بالنيّات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله» (٣) الخبر. والمجاهد في سبيل الله ثلاثة : إما قاصد به الآخرة غير ملتفت إلى الدنيا ؛
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٥٤.
(٢) قبله :
قد علم المتأخرون في الوهل |
|
إذا السيوف عرّيت من الخلل |
وهو في حماسة أبي تمام (١ / ٣٤١) بدون نسبة. وفي هامشها : «ونسبت» في لباب الآداب (٢٠٧) لشبل الفزاري. وفي مجموعة المعاني (٣٦) بدون عزو.
(٣) رواه البخاري في كتاب ـ بدء الوحي ـ باب «كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، رقم (١). ورواه مسلم في كتاب ـ الإمارة ـ باب «قوله صلىاللهعليهوسلم : «إنما الأعمال بالنية» وأنه يدخل في الغزو وغيره من الأعمال ، رقم (١٩٠٧). ورواه أبو داود في كتاب الطلاق ، باب : «فيما عنى به الطلاق والنيات» رقم (٢٢٠١). والترمذي في كتاب ـ فضائل الجهاد ـ باب «ما جاء فيمن يقاتل رياء وللدنيا» رقم (٤٦٤٦). وابن ماجه في كتاب ـ الزهد ـ باب «النية» رقم (٤٢٢٧). وأحمد في المسند (١ / ٢٥) ، والبيهقي في سننه (١ / ٤١ ، ٢١٥ ، ٢٩٨) ، والحميدي رقم (٢٨).