متهيئين للقتال ، فأنزل الله تعالى على المؤمنين أمنة (١) فنام بعضهم ، ونفى عن المنافقين الأمنة ، فسهروا منزعجين (٢) ، فمن حمل النوم على الحقيقة (٣) قال : جعل ذلك رأفة بهم (٤) ،
__________________
(١) قال ابن جرير : أمنة وهي الأمان على أهل الإخلاص منكم واليقين ، دون أهل النفاق والشك. ثم بين جلّ ثناؤه عن (الأمنة) التي أنزلها عليهم ما هي؟ فقال : (نعاسا) بنصب النعاس على الإبدال من الأمنة. جامع البيان (٧ / ٣١٥).
(٢) قال ابن إسحاق : أنزل الله النعاس أمنة على أهل اليقين به ، فهم نيام لا يخافون ، وأهل النفاق قد أهمتهم أنفسهم ، يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية تخوف القتل ، وذلك أنهم لا يرجون عاقبة. السيرة النبوية لابن هشام (٣ / ١٦٦). وانظر : جامع البيان (٧ / ٣١٦ ـ ٣١٩) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٧٩٣ ، ٧٩٤) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٢١).
(٣) وهذا هو الصواب الذي عليه المفسرون كافة ، انظر ما سبق ، وبحر العلوم (١ / ٣٠٨) ، والنكت والعيون (١ / ٤٣٠) ، والوسيط (١ / ٥٠٦) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٦٩) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٦٩) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٤٢) ، والبحر المحيط (٣ / ٩٢ ، ٩٣) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٩٥) ، ونظم الدرر (٢ / ١٦٩).
(٤) في الأصل : (لهم) والصواب ما أثبته. وقال النيسابوري : وكان في ذلك النعاس فوائد : ... ومنها : أن الأرق والسهر يوجبان الفتور والكلال ، والنعاس يجدد القوة والنشاط ... ومنها أن الأعداء كانوا حراصا متهالكين في قتلهم ، فبقاؤهم سالمين في تلك المعركة وهم في النوم من أدلّ