مخاطباته والفكر في آياته. وعلى السمع : عدم فهمهم للقرآن إذا تلي عليهم أو دعوا إلى وحدانيّته. وعلى الأبصار : عدم هدايتها للنظر في مخلوقاته وعجائب مصنوعاته ؛ هذا معنى قول ابن عبّاس وابن مسعود وقتادة وغيرهم (١).
[٢ / ٣١٦] وعن الأعمش قال : أرانا مجاهد بيده فقال : كانوا يرون أنّ القلب في مثل هذا ، يعني الكفّ ، فإذا أذنب العبد ذنبا ضمّ منه وقال بأصبعه الخنصر هكذا ؛ فإذا أذنب ضمّ. وقال بأصبع أخرى : فاذا أذنب ضمّ وقال بأصبع أخرى ، هكذا حتّى ضمّ أصابعه كلّها. قال : ثمّ يطبع عليه بطابع. قال مجاهد : وكانوا يرون أنّ ذلك الرّين (٢).
[٢ / ٣١٧] وأخرج الطبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، فإن زاد زادت حتّى يغلف قلبه ، فذلك الرّان الّذي قال الله جلّ ثناؤة : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ»)(٣)(٤).
[٢ / ٣١٨] وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن وأبي رجاء ، قرأ أحدهما «غشاوة» والآخر «غشوة» (٥).
[٢ / ٣١٩] وعن ابن عبّاس : ولهم ، بما هم عليه من خلافك ، عذاب عظيم ، قال : فهذا في الأحبار من يهود فيما كذّبوك به من الحقّ الّذي جاءك من ربّك بعد معرفتهم (٦).
__________________
(١) القرطبي ١ : ١٨٦.
(٢) الطبري ١ : ١٦٤ / ٢٥٠ ، و : ١٢٣ / ٢٨٣٨٣ ، سورة المطففين ، الآية ١٤ ؛ القرطبي ١ : ١٨٨ ، بلفظ : «قال مجاهد : القلب كالكفّ يقبض منه بكلّ ذنب أصبع ثمّ يطبع».
(٣) المطّففين ٨٣ : ١٤.
(٤) الطبري ١ : ١٦٥ / ٢٥٤ ؛ القرطبي ١ : ١٨٨ ، نقلا عن الترمذي بلفظ : «روى الترمذي وصحّحه عن أبي هريرة : إنّ الرجل ليصيب الذنب فيسوّد قلبه ، فإن هو تاب صقل قلبه. قال : وهو الرّين الّذي ذكره الله في القرآن في قوله : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) ؛ ابن كثير ١ : ٤٩ ، وفيه «واستعتب» بدل «واستغفر» ؛ مسند أحمد ٢ : ٢٩٧ ، «مسند أبي هريرة» باختلاف يسير ؛ ابن ماجة ٢ : ١٤١٨ / ٤٢٤٤ ، ، كتاب الزّهد ، باب ٢٩ (ذكر الذنوب) ؛ الحاكم ١ : ٥ ، كتاب الإيمان.
(٥) الدرّ ١ : ٧٣ ؛ القرطبي ١ : ١٩١ ؛ بلفظ : قرأ الحسن : «غشاوة بضمّ الغين» ؛ التبيان ١ : ٦٣ ؛ بلفظ : وعن الحسن : ضمّ الغين ؛ مجمع البيان ١ : ٩٤ ، بنحو ما رواه الشيخ في التبيان.
(٦) الطبري ١ : ١٦٩ / ٢٦١ ؛ التبيان ١ : ٦٦.