والتوبة طهورا ، فمن تاب اهتدى ، ومن افتتن غوى ، ما لم يتب إلى الله ويعترف بذنبه ولا يهلك على الله إلّا هالك.
الله الله فما أوسع ما لديه من التوبة والرّحمة والبشرى والحلم العظيم وما أنكل ما عنده من الأنكال والجحيم والبطش الشديد ، فمن ظفر بطاعته اجتنب كرامته ومن دخل في معصيته ذاق وبال نقمته وعمّا قليل ليصبحنّ نادمين» (١).
[٢ / ٣٤٠] وروى بالإسناد إلى محمّد بن الفضيل قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام أسأله عن مسألة فكتب إليّ : («إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً. مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)(٢) ليسوا من الكافرين وليسوا من المؤمنين وليسوا من المسلمين ، يظهرون الإيمان ويصيرون إلى الكفر والتكذيب لعنهم الله» (٣).
[٢ / ٣٤١] وبالإسناد إلى أبي حمزة ، عن عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما قال : «إنّ المنافق ينهى ولا ينتهي ويأمر بما لا يأتي وإذا قام إلى الصّلاة اعترض ـ قلت : يا ابن رسول الله وما الاعتراض؟ قال : الالتفات ـ وإذا ركع ربض (٤) ، يمسي وهمّه العشاء وهو مفطر ويصبح وهمّه النوم ولم يسهر ، إن حدّثك كذبك وإن ائتمنته خانك وإن غبت اغتابك وإن وعدك أخلفك» (٥).
[٢ / ٣٤٢] وبالإسناد إلى عبد الملك بن بحر ، رفعه مثل ذلك ـ وزاد فيه ـ إذا ركع ربض وإذا سجد نقر وإذا جلس شغر (٦). (٧).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٩٣ ـ ٣٩٥ / ١.
(٢) النساء ٤ : ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٣) المصدر : ٣٩٥ / ٢.
(٤) الربض بفتح الباء مأوى الغنم وكلّ ما يؤوى ويستراح إليه.
(٥) الكافي ٢ : ٣٩٦ / ٣.
(٦) ذكره لبيان الزيادة وقوله : «إذا سجد نقر» أي خفّف السجود. و «إذا جلس شغر» قيل : أي أقعى كإقعاء الكلب. وقيل : أي رفع ساقيه من الأرض وقعد على عقبيه من شغر الكلب كمنع رفع أحد رجليه ، بال أو لم يبل. والأظهر أنّه إشارة إلى ما يستحبه أكثر العامّة في التشهّد فإنّهم يجلسون على الورك الأيسر ويجعلون الرجل اليمنى فوق اليسرى ويقيمون القدم اليمنى بحيث يكون رؤوس الأصابع إلى القبلة وفي بعض النسخ «شفر» بالفاء وقيل : هو من التشفير بمعنى النقص.
(٧) الكافي ٢ : ٣٩٦ / ٤.